The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل العلم الأمى الذى ما تقدّمه علم من الحضرة الموسوية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 647 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

كالسراج فلا يظهر لهذا العلم ثمرة إلا في العلماء به كما لا يظهر للدهن حكم إلا في السراج القائم بالفتيلة وهنا يقع له اكتساب الأوصاف التي نزهنا الأصل عنها في ذلك المقام وفي هذا المقام نصفه بها من أجلنا لا من أجله فهذا الوصف للآثار لا له كان الله ولا شي‏ء معه وسيأتي الكلام على هذا الأصل في الباب الخمسين وثلاثمائة من هذا الكتاب ومما يتضمنه هذا المنزل علم خلق الأجسام الطبيعية وأن أصلها من النور ولذلك إذا عرف الإنسان كيف يصفي جميع الأجسام الكثيفة الظلمانية أبرزها شفافة للنورية التي هي أصلها مثل الزجاج إذا خلص من كدورة رملة يعود شفافا وجلى الأحجار من هذا الباب ومعادن البلور والمها وإنما كان ذلك لأن أصل الموجودات كلها الله من اسمه نُورُ السَّماواتِ وهي ما علا والْأَرْضِ وهي ما سفل فتأمل في إضافته النور إلى السموات والأرض ولو لا النورية التي في الأجسام الكثيفة ما صح للمكاشف أن يكشف ما خلف الجدران وما تحت الأرض وما فوق السموات ولو لا اللطافة التي هي أصلها ما صح اختراق بعض الأولياء الجدران ولا كان قيام الميت في قبره والتراب عليه أو التابوت مسمرا عليه مجعولا عليه التراب لا يمنعه شي‏ء من ذلك عن قعوده وإن كان الله قد أخذ بأبصارنا عنه ويكشفه المكاشف منا وقد ورد في ذلك أخبار كثيرة وحكايات عن الصالحين ولهذا ما ترى جسما قط خلقه الله وبقي على أصل خلقته مستقيما قط ما يكون أبدا إلا مائلا للاستدارة لا من جماد ولا من نبات ولا من حيوان ولا سماء ولا أرض ولا جبل ولا ورق ولا حجر وسبب ذلك ميلة إلى أصله وهو النور فأول موجود العقل وهو القلم وهو نور إلهي إبداعي وأوجد عنه النفس وهو اللوح المحفوظ وهي دون العقل في النورية للواسطة التي بينها وبين الله وما زالت الأشياء تكثف حتى انتهت إلى الأركان والمولدات وبما كان لكل موجود وجه خاص إلى موجدة به كان سريان النور فيه وبما كان له وجه إلى سببه به كان فيه من الظلمة والكثافة ما فيه فتأمل إن كنت عاقلا فلهذا كان الأمر كلما نزل أظلم وأكثف فأين منزلة العقل من منزلة الأرض كم بينهما من الوسائط ثم لتعلم إن جسم الإنسان آخر مولد فهو آخر الأولاد مركب من حَمَإٍ مَسْنُونٍ صَلْصالٍ وهو كما رأيت مائل إلى الاستدارة وإن كانت له الحركة المستقيمة دون البهائم والنبات وفيه من الأنوار المعنوية والحسية والزجاجية ما فيه مما لا تجده في غيره من المولدات بما أعطاه الله من القوي الروحانية فما قبلها إلا بالنورية التي فيه فهي المناسبة لقبول هذه الإدراكات ولهذا قال تعالى وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ

[لو لا النور ما كانت ظلمة]

فاعلم إن النور مبطون في الظلمة فلو لا النور ما كانت الظلمة ولم يقل نسلخ منه النور إذ لو أخذ منه النور لانعدم وجود الظلام إن كان أخذ عدم وإن كان أخذ انتقال تبعه حيث ينتقل إذ هو عين ذاته والنهار من بعض الأنوار المتولدة عن شروق الشمس فلو لا إن للظلمة نورا ذاتيا لها ما صح أن تكون ظرفا للنهار ولا صح أن تدرك وهي مدركة ولا يدرك الشي‏ء إن لم يكن فيه نور يدرك به من ذاته وهو عين وجوده واستعداده بقبول إدراك الأبصار بما فيها من الأنوار له واختص الإدراك بالعين عادة وإنما الإدراك في نفسه إنما هو لكل شي‏ء فكل شي‏ء يدرك بنفسه وبكل شي‏ء أ لا ترى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كان يدرك من خلف ظهره كما كان يدرك من أمامه ولم يحجبه كثافة عظم الرأس وعروقه وعظامه وعصبه ومخه غير إن الله أعطى الظلمة والكثافة الأمانة فهي تستر ما تحوي عليه ولهذا لا تظهر ما فيها فإذا ظهر فيكون خرق عادة لقوة إلهية أعطاها الله بعض الأشخاص وإذا أمر من أودع الأمانة من أودعها أن يظهرها لمن شاءه المودع وهو الحق تعالى فله أن يؤديها إليه فلا أمين مثل الأجسام المظلمة على ما تنطوي عليه من الأنوار وقد نبه الله على أمانتهم بذكر بعضهم في قوله وهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ فسماه أمينا وهو أرض ذو جدران وأسوار وتراب وطين ولبن فوصفه بالأمانة وأقسم به كما أقسم بغيره تعظيما لمخلوقات الله وتعليما لنا أن نعظم خالقها ونعظمها بتعظيم الله إياها لا من جهة القسم بها فإنه لا يجوز لنا أن نقسم بها ومن أقسم بغير الله كان مخالفا أمر الله وهي مسألة فيها خلاف بين علماء الرسوم مشهور أعني القسم بغير الله فكلما اعوجت الأجسام كانت أقرب إلى الأصل الذي هو الاستدارة فإن أول شكل قبل الجسم الأول الاستدارة فكان فلكا ولما كان ما تحته عنه كان مثله وما بعد عنه كان قريبا منه ولو لم تكن الطبيعة نورا في أصلها لما وجدت بين النفس الكلية وبين الهيولى الكل والهيولى الذي هو الهباء أول ما ظهر الظلام بوجودها فهو


مخطوطة قونية
5941
5942
5943
5944
5945
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 647 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !