The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأسماء الحسنى التى لرب العزة وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 314 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ملتذا وإن ذوقك الحسرة لما يفوتك هنا تجدها وفي القيامة وأما في الجنة فيذهب الله بها عنك ولكن تعلم من هو أعلى منك قدر ما فاتك وترزق أنت القناعة بحالك وما أنت فيه والرضاء فلا أدنى همة ممن يعلم أن هناك مثل هذا ولا يرغب في تحصيل العالي من الدرجات هذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد سأل أمته أن يسألوا الله له في الوسيلة طلبا للأعلى لعلو همته‏

أ لا تراه عند موته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كيف قال لما خير الرفيق الأعلى‏

فقيده بالأعلى وإن علم المحروم في الجنة ما فاته فلا يكترث له لعدم ذوقه وكل من تعلقت همته في الدنيا بطلب الأعلى ولم يحصل ذلك ذوقا في الدنيا ولا كشف له فيه فإنه يوم القيامة يناله ولا بد ويكون فيه كالذائق له هنا لا فرق وما بين الشخصين إلا ما عجل له هنا من ذلك فالمحروم كل المحروم من لا يعلق همته هنا بتحصيل المعالي من الأمور ولكن لا بد مع التمني من بذل المجهود وأما إن تمنى مع الكسل والتثبط فما هو ذلك الذي أشرنا إليه‏

حضرة الهدى والهدى *** تركت أمرنا سدى‏

قالت الأمر كله *** لآله تفردا

ليس المجد عزة *** وامتناعا وسؤددا

بوجودي من جوده *** في وجودي توحدا

وبعيني وكونه *** قد بدا منه ما بدا

فبه كنت لم أكن *** بكيانى موحدا

فإذا ما تمجدا *** فبكوني تمجدا

فإنه لا يحمد ولا يمجد إلا بأسمائه ولا تعقل مدلولات أسمائه إلا بنا فلو زلنا نحن ذهنا ووجودا لما كان ثم ثناء ولا مثن ولا مثنى عليه فبي وبه كان الأمر وكمل ومع هذا فهو غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ إذا لم يطلب كمال الأمر فهو الكامل لنفسه وعينه وكونه لأنه واجب الوجود لنفسه لا تعلق له بالعالم لذاته وإنما كان التعلق من حيث أعيان الممكنات لأنها تطلب نسبا تظهر بها عينها وما ثم موجود تستند إليه هذه النسب إلا واحد وهو الله الواجب الوجود لنفسه تعالى فافتقرت إليه إضافات النسب وافتقرت الممكنات إلى النسب فافتقرت إليه فهي أشد فقرا من النسب فصح غناه عن العالم لذاته وعينه‏

[إن الوجود طلب الكمال‏]

ولذلك تقول في التقسيم العقلي إن الوجود طلب الكمال والمعرفة طلبت الكمال ولم تجد من بيده مطلوبها إلا الحق سبحانه فافتقرت إليه في ذلك فأوجد الحادث الذي هو عين الممكن فكمل الوجود أي كمل أقسام الوجود في العقل وكذلك تعرف إلى العالم فعرفوه بمعرفة حادثة فكملت المعرفة به في التقسيم العقلي وكل معرفة وعلم بقدر العالم والعارف إلا أنه في الجملة لم يبق كمال إلا ظهر فيه بإحسان الله ورحمته بالسائل في ذلك ولما ظهر العالم من البر الرحيم لم يعرف غير الإحسان والرحمة فهو على صورة الإحسان والرحمة فهو مفطور على أن لا يكون منه إلا إحسان ورحمة ولكن بقي متعلقها فيرحم ويحسن لنفسه أولا ولا يبالي كان في ذلك إحسان للغير أو لم يكن فإن الأصل على هذا خرج حيث أحب أن يعرف فخلق الخلق فتعرف إليهم فعرفوه وقد علم إن منهم من يتألم ولكن ما راعى إلا العلم به لا من يتألم منهم فالنعيم وجود والعذاب فقد ذلك النعيم لا أنه أمر وجودي فالعالم كله بر رحيم بنفسه لا بد من ذلك فإنه من الجود صدر

ليس في العالم إلا *** من هو البر الرحيم‏

فإذا ما كنت عبدا *** فنعيمه المقيم‏

وإذا ما كنت ربا *** فعذابه الأليم‏

وصراطي بين هذين *** صراط مستقيم‏

ذاك هدى الأنبياء *** وهدى الله القويم‏

فنعيمه وجود *** وعذابه عديم‏

فانظروا فيما ذكرنا *** فهو العليم الحكيم‏

[الهدى والابتلاء]

فالهدى التبياني ابتلاء وهو قوله تعالى وما كانَ الله لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ وقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل‏

وقوله تعالى وأَضَلَّهُ الله عَلى‏ عِلْمٍ والهدى التوفيقي وهو الذي يعطي السعادة لمن قام به وهو قوله إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ ولكِنَّ الله يَهْدِي من يَشاءُ وقوله لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وهذا هو هدى الأنبياء فالهدى التوفيقي هدى الأنبياء عليه السلام فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وهو الذي يعطي سعادة العباد وما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ والهدى بمعنى البيان قد يعطي السعادة وقد لا يعطيها إلا أنه يعطي العلم ولا بد فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


مخطوطة قونية
9782
9783
9784
9785
9786
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 314 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!