موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لوامع البرق الموهن

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


الحضرة التاسعة حضرة الإمداد

لحضرة الإمداد في الأكوان ….     وسع وهمة من عزيز الشأن

ولها السراية في الحضائر کلها …..   بالفيض والإمداد والإحسان

کمال حضرتها بها في نفسها  …..    تختص بالکمل من الإخوان

لا يرتقيها في الأنام ناقص ……..   ، كلا ، ولا غمر ، أخو خسران

هي للذين قد اجتباهم ربهم      ……   وتطهروا من دنس الأکوان

اعلم ، وفقنا الله وإياك ، أن حضرة الأمداد ، من خصائص المصطفين ، من عباد الله خصوصا ، فهي ليست لعموم الأولياء ، بل للآحاد من الأفراد ، وذلك ؟

أن الله تعالى ، يؤيد فيها ولية ، بروح القدس ، فتكون جميع حركاته ، وسكناته ، مقبولة في العالم ، ويكون مريدا فيما كل ما يريد .

فلو  سألته المسائل المشكلة، المعضلة ، المتفرقة من  العلوم المجهولة عنده ؛ لأجابك قبل سؤالك ، على الفور ، بالجواب الحسن ، المقبول ، الذي لا يصلح أن يكون جواب تلك المسائل غيره .

فإذا دخل العبد هذه الحضرة ؛ وجد فيها ابتهاجا عظيما ، وزيادة فى نفسه عظيمة ، حتى يكاد كأنه يخرج من حاله، لشدة ما يراه من الزيادة العظيمة .

ولا بد لكل داخل ، في هذه الحضرة ، أن يجد فيها أثر قدم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فوق رأسه ، فإن بدا له أن يقف تحت القدم ، وقوفا مسامتا له، كان من الكمل ، وإن لم يُقدّر له ذلك ، ووقف تحته ، سرت أمامه ، فنال من الكمال ، بقدر قربه من المسامتة ، وبعد من الكمال ، بقدر بعده من الماسمتة ، لذلك القدم ، ويُعرف عند الأولياء ، بالأثر المحمدي .

سمعت في هذه الحضرة ، خطابا الذي كان قائما تحت هذه القدم ، لم أستطع إفشاؤه إلى غيره ، غير أني أقول من جملة ما قال الحق له ؟

يا ... هذا

قد جعلت مفاتيح خزائني تحت نظرك إلى قلبك ، وأذنت لك في الدخول ، إلى خزائن العلوم والأسرار ، بغير إذن ، فتصرف فيها تصرف المالك في ملكه ، إذ كنت

أنت ممن قد استثنيته في قولي ؛ عالم الغيب ، فلا يظهر على غيبه أحدا ، إلا من ارتضى من رسول ...

يا . . . هذا

أنت معدن المعارف

ومخزن التحف والظرائف

السعيد ، من عرفته بباطنك ، فتأدب

والشقي ؛ من عرفته بظاهرك ؟ فتجنب

قد جعلت في لسانك ، وبنانك ، علامة جنانك ، وعلو مکانك . .

وجعلت ، في همتك ، علامة علو قدرك

و جعلت فى مفاوضتك ، علامة منازلك

ينتفع، بك ، من طلبني ، غاية الانتفاع

وينخدع ، بك ، من غفل عني ، غابة الانخداع

انت ، لي ، المحبوب الأعظم

والمطلوب الأقدم .


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!