لوامع البرق الموهن
تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)
الحضرة السادسة حضرة التعليم
يقف العبد في هذه الحضرة ، تحت ظل العرش، فيسمع النداء، من الحق تعالى :
عبدي ... تأدب بأدب حضرتي
ولا تطلب مني شيئأ، مما هو من خصائصي ..
أضرب- بينك وبينه حجاب الغيره .
فلإ تنله أبدا ...
إن تسلني أن أكون عنك ، فيما هو لي ، سائل ومسؤولا.!
عبدي ...
ان بقيت لي في حضرتي ،
فاختر مركز العبودية ..
وإن بقيت بك ، في حضرتك ،
فاختار مركز الربوبية ..
عبدي ...
لا تطلبني من سواك
ولا تطلبني منك ...
ترك الطلب،
شرك .. وحجاب
لا تترك الطلب ،
تركه كفر .. و عتاب
اطلبني .. مني
لا تكن أنت الطالب
بل كن انت المطلوب
لاني انا الراغب
و انت المرغوب
يا .. هذا
ما دمت تراني ...،
فأنت محجوب ... مني
بعيد عني
و ان كنت مشغولا بك ،فيك ، عني ، في..،
فقد وصلت إلى ...
يا .... هذا
القطع عين الوصل
فاعبر عنه
الى مقام الفصل
يا ... هذا
فى إيمانك : كفران
و في كفرك سر الإيمان
يا ... هذا
من لم يتجرد عن الاكوان ،
لا يصل الى العيان
ومن لم يتجرد عني،
لم يعرفني
الرسم ... حجابي
والاسم ... حجابي
والوصف حجابي
و الذات حجابي
و انا عليك حجابك
انت المقصود ... من جميع الوجود
و الموجود ... في كل غائب ، ومشهود
لا تعرج على الغير
فيما فيه خير
تنبيه :
إذا توسط العبد ، في هذه الحضرة ، يضرب الحق بينه وبين الحضرات الألهية ، حجابا كثيفا ، ليرجع العبد ، بكليته ، إلى نفسه ، فإذا رجع إلى نفسه ، نال المقام ، وفر إلى ربه ، فلم يجد إلمام ، ثم يرجع إلى نفسه ، فلم يجد من إكرام ، فيحتار هذا بين الأقدام والإحجام .
وفي أثناء ذلك يفتح له ، درة التعريف ، فيدخل منها إلى حضرة التخويف ، وها أنا أبين لك الأمر فيها .
تارة تصريحا ، وتارة تمويه .