موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الحادي بعد المائة منظر العجز عن درك الإدراك إدراك*

في هذا المنظر: سئل الجنيد، رضي الله عنه، عن النهاية، فقال: « الرجوع الى البداية ».

لأن العبد مخلوق من العدم، والعجز

لاحق بالعدم فاذا رجع، بعد تحصيل الكمالات الإلهية، الى العجز والعدم - فقد صار على طرف النهاية.

يتجلى الحق تعالى، في هذا المشهد، بتجل يكشف فيه للعبد، عما اودعه في روحه من الكمالات الإلهية، التي يعجز الكون، بما فيه، عما فيه - عن حمله.

فإذا أشرف عليها شم، بقوة الأحدية، ما فاته من علم ما فيه، من تلك الكمالات الالهية، والاتصاف بها.

فلم يدركها, إذ لا يمكن درك ما لا يتناهى.

آفة هذا المنظر:

لحوق العجز بالولى في مقام الكمال الالهي. وما ذلك إلا نقص، لأنه قابل صفات الله تعالى بذات نفسه.

فلو قابلها بذات الله تعالى، لما قال بالعجر، لأن الله تعالى لا يلحق به عجز، فهو الكمال المطلق.

تمت المناظر الالهية، بعون الله تعالى.

والحمد لله اولا واخرا.

* هذه العبارة المشهورة في الأوساط الصوفية تنسب لسيدنا أبي بكر الصديق. ويذكر ابن عربی هذه العبارة في سياق حديثه عن العلم فيقول: “ فإن قيل لك: فما هو العلم ؟

فقل: العلم هو درك المدرك على ما هو عليه في نفسه، إذا كان دركه غير ممتنع، وأما م يمتنع درکه، فالعلم به هو لا درکه ! “

كما قال الصديق: ( العجز عن درك الإدراك ادراك )

فجعل، رضي الله عنه، العلم بالله هو: و ادراکه. فاعلم ذلك.

ولكن ( لادرکه ) من جهة كسب العقل كما يعلمه غيره، ولكن ( درکه ) مر جوده وكرمه ووهبه، كما يعرفه العارفون أهل الشهود،.

من قوة العقل من حيث نظره ». الفتوحات، ج2، ص 84 - 85.

وواضح ان ابن عربی أن كان يرى ادراك الله مستحيلا عن طريق العقل، فهو: سمح بهذ الادراك عن طريق الشهود للعارفين کرما من الله وجودا.

والجيلى لا يوافق على ذلك، بل يري ان الادراك مستحيل، إذ لا يمكن درك ما لايتناهى.

ومهما يكن من أمر، فالعبارة السابقة اقتبسها الصوفية بصيغ مختلفة: فنسب إلى أبي سعيد الخراز والغزالي، وغيرهما، قولهم: « لا يعرف الله الا الله ».

انظر: الفتوحات، ج ۲، ص398 .، فق ۹۱۷.

ونقل القشيري عن الجنيد قوله: « اشرف كلمة في التوحيد، ما قاله أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته... » الرسالة، ص 149.

ورد ذلك بالمعنى في تعقيب القشيري على نص الجنيد السابق، انظر: الرسالة، ص 149.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!