موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر السادس عشر منظر المسامرة

هو أعلى المناظر، في باب سماع کلام - الله تعالی، لأن المسامرة عبارة عن: سماح كلام الله، تعالى، فى قلب العبد، من غیر جهة ۰

وبقية الأنواع ليست كذلك، بل شىء على لسان المخلوقات، وشىء على غيره، من كل جهة، كما سبق بيانه في المنظر المتقدم.

والقلب عرش الله، فسماع كلامه على عرشه، أعلى، وأشرف من سماع کلامه علی غیره من المشاهد.

وقد ورد أن الله تعالى یقول: "لا یسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن "۰

و بالضرورة لا يرد على القلب من المكالمات، الا بقدر قابليته.

وفرق كبیر، بين قابلية قلب المؤمن و بین قابلیة غیره من العوالم ۰

فلابد أن تكون العلوم الواردة، بطريق المكالمة، على القلب، أشرف من سائر العلوم الواردة على السنة المخلوقات، ولو كان الله المتكلم بها.

فان للمحل حكما في قبول الفيض على قدر قابليته .فافهم !

آفة هذا المنظر:

هو الحجاب المتقدم ذكره." للمحل حكما في قبول الفيض على قدر قابليته "

(حديث) "ما وسعني سمائي ولا أرضي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن".

ذكره الامام ابو حامد الغزالي بالاحياء:

قال الحافظ:لم نجده بهذا اللفظ، وهو بمعنى ما يروى: قال الله تعالى: "لم تسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن الوادع" قاله الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء"3/ 15"لم أر له أصلًا.

الشواهد على صحة معني الحديث السابق:

ما رواه الإمام أحمد بن حنبل عن وهب بن منبه.

"إنَّ السموات والأرض ضَعُفتْ عن أن تسعني، ووسعني قلب المؤمن"

في هذا إشارة إلى أن المؤمن أفضل من السموات والأرض؛ لأن قلبه أوسع منهما، وفيه م تقدم والخلاف في ذلك بين السلف، والخلف. فعلى الإنسان أن يؤمن بذلك، ويسلم.

1- أخرج الإمام أحمد في الزهد عن وهب بن منبه:

"إن الله فتح السماوات لحزقيل حتى نظر إلى العرش،

فقال حزقيل: سبحانك ما أعظمك يا رب!

فقال الله: إن السماوات والأرض ضعفن عن أن يسعنني ووسعني قلب المؤمن الوادع اللين".

2 - كتاب فيض القدير للمناوي(2/ 496)

3926 -" إن لله تعالى آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبه إليه ألينها وأرقها"

آنيه = وعاء

حكم الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 2163 في صحيح الجامع

3 - سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (4/ 263)

1691 - " إن لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه

ألينها وأرقها ".

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (ق 40 / 1 - المنتقى منه): حدثنا جعفر ابن محمد الفريابي قال:

حدثنا إسحاق بن راهويه قال: أنبأ بقية بن الوليد قال: حدثني محمد بن زياد عن أبي عنبة الخولاني يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وهذا إسناد قوي، رجاله كلهم ثقات أثبات غير بقية، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء كما قال الحافظ، وهو هنا قد صرح بالتحديث كما ترى، فأمن

بذلك شر تدليسه. ولذلك قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (2 / 154): " رواه الطبراني وإسناده جيد ".


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!