موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


فصل: الأصول التي تصون الناظر لهذا الكتاب

أردنا أن نضيع، في هذا الموضع، أصولا، تصون الناظر فى هذا الكتاب.

عن الزيغ والزلل، وتمنعه عن الخطأ والخطل.

فإنه: ما كل أحد من الطالبين، تكون عنده القواعد من أصول الدين.

فقلنا لك:، أيها الأخ أعلم، وفقك الله تعالى: أن الحقائق، هي أصول الشرائع، وأن الشرائع، هي أصول المطالب لمعرفة الحقائق.

فلابد لمن يقصد معرفة علمنا هذا، أما تعلما كسبيا، أو بطلبه من طريق الإلهام، بشروطه: أن يقيس العلوم الواردة إليه، على الأصول المشروعة، التي قد ثبتت بالكتاب والسنة والجماعة، فما وجده من تلك العلوم موافقا للشريعة، اعتقده، وتحلى به ۰

و ما وجده مخالفا توقف عن استعماله، إلى أن يفتح الله تعالى بما يؤيده من الشريعة، فيستعمله ومن ثم قال الإمام الأكمل "ابن عربي": كل حقيقة لا تؤيدها شريعة، فهي زندقة ۰ یرید: أن کلی علم یرد علیك من الحقائق التي لا تؤيدها الشرائع، فاستعمال ذلك العلم زندقة منك.

لأنك تفعل خلاف الشرائع، لا أن الحقائق فيها زندقة، إذ ليس فى الحقائق مسألة إل وقد أيدها الكتاب والسنة. فينبغى أن تجعل لك أصولا أربعة:

الأصل الأول:

تعتقد أن الله تعالى قديم، واحد، لا شبيه له، ولا مثل له، ولا شريك له، غیر ملحق بالامکان.

ولا مسبوق بالعدم ۰ ليس بجسم، ولا روح، ولا معنى، ولا صورة، هو شىء لا كالأشياء .

لا يحل شيئا ولا يحله شيء، ولا یمازج شيئا، ولا يمازجه شیء منزه عن الجهة، والحد، والحصر، أزلي، أبدي.

الأصل الثانى :

تعتقد: أن محمدا صلى الله عليه وسلم، أفضل المقربين، و اکمل راسل رب العالمین ۰ جاء بالحق المبين، و نطق بالصدق اليقين.

لم يترك مكرمة إلا وقد نبه عليها بأنواع التنبيهات.

ولم يدع قربة، إلا وقد دعا إليها بأنواع الدلالات.

خاتم المرسلين، و تاج المقربین، صلی الله علیه، وعلی آله، وصحبه، اجمعين.

الأصل الثالث:

تعتقد صحة ما جاء به محمد، صلی الله علیه وسلم، من كتاب الله فتؤمن بالبعث، و النشور، والقيامة.

والحساب، إلى غیر ذلك مما أخبر به، من الوعد والوعيد، والآيات الظاهرة، عند انصرام أحكام هذه الدار.

الأصل الرابع:

ينبغي لك أن تجعل طلبك لهذا العلم، خالصا لمعرفة الله تعالى.

خالصا لوجهه.

وتجعل طلبك لمعرفته، لكونه أهلا لأن یعرف.

فلا تطلب معرفته، لکی تصل اليه، او تعرفه.

فينبغي لك تزكية النفس، والعمل فى تطهيرها، إلى أن يمكنك الله تعالى منها ۰ "

وقد أن ألوان الشروع فى الكتاب، والله الموفق للصواب.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!