موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الحادي والثلاثون منظر الإيهام

هو عبارة عن:

تجلي الهی يشهدك الحق، تعالى، فيه، اسراره المودعة في مخلوقاته.

ويطلعك على تداخل الأسماء والصفات:

كيف يفضل بعضها بعضا من وجه، ثم يصير الفاضل مفضولا من وجه.

وكيف يثبت النفي ،وينفى الاثبات، في مسألة واحدة، من وجه واحد، ومن وجوه مختلفة.

ويطلع على العلوم الدينية، كحقائق العالم، فتشهدها من الغيب الإلهي، في الكينونة العلمية، من حيث أعيانها الثابتة.

ثم تشهد طمسا تحت نور الأحدية، في ذلك المقام، وتنعدم عنك الأعيان الثابتة بالكلية.

فينبهم "فيبهم" الأمر عليك.

في سائر امورك كلها، حتی لا تكاد تنفذ أمرا من أمورك، ولا تعمل عملا من الأعمال.

لأنك ترى الشيء ونقيضه، فتحكم في المسألة الواحدة، من وجه واحد، بحكم انت حاكم فيه بنقيضه.

وقد تتوقف، لتناقض الأمور عندك، فلا تستطيع الثناء، ولا الذم، ولا يمكنك النفي، ول الإثبات، وهو مقام من مقامات الحيرة.

آفة هذا المنظر:

هو الحيرة الطارئة عليك ،من إنبهام الأمر.

لأن الكمال الإلهي منزه عن ذلك، وصفة العارف صفة معروفة، فالحائر محجوب.

في ( لطائف الاعلام ): « العين الثابتة: هي حقيقة المعلوم الثابت في المرتبة الثانية المسماة بحضرة العلم.

وسميت هذه المعلومات أعيانا ثابتة لثبوتها في المرتبة الثانية، لم تبرح منها، ولم يظهر بالوجود العيني الا لوازمها وأحكامها وعوارضها المتعلقة بمراتب الكون. فان حقيقة كل موجود إنما هي عبارة عن نسبة تعينه في علم ربه ازلا.

وتسمی باصطلاح المحققين من أهل الله: عينا ثابتة.

و بإصطلاح الحكماء: ماهية.

و باصطلاح الأصوليين: المعلوم المعدوم، والشيء الثابت، ونحو ذلك.

وبالجملة فالأعيان الثابتة والماهيات والأشياء إنما هي عبارة عن:

تعيينات الحق الكلية التفصيلية ».

انظر:مادة عين ثابتة.

وفي ( اصطلاحات الصوفية ) لنفس المؤلف:

« العين الثابتة: هي حقيقة الشيء في الحضرة العلمية، ليست بموجودة، بل معدومة ثابتة في علم الله، وهي المرتبة الثانية من الوجود الحقيقي ».

مادة العين الثابتة.

وانظر: الكمشخانوى، مادة عين ثابتة.

يعرف الكاشاني « الطمس » بأنه: " ذهاب ظلمة السيار في تجلی نور الأنوار، بحيث لم يبق النور من ظلمته رسما، ولا أثرا ۰۰"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!