موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الرابع والثلاثون منظر التفصيل الجزئي

في هذا المنظر تعلم حقائق الأشياء، كما هي عليه. فيكشف لك عن أمر الآخرة، والبرزخ ، وكيفية الموت، وما هية هذه الأشياء، وما هي هذه العوارض، في هذه المواضع.

وتتحقق بعلم أحوال الناس، فتعرف كلا سيماه، وأن المقام المخلوق، هو للقيام فيه، ليصير ذلك باقامته فيه. مقاما، وفي أي طبقة من طبقات الجنة، أو درك من دركات النار، أو درجة من درجات القرب - يكون مستقره.

ويكشف لك في هذا المنظر:

عن أحوال الملائكة، و أشخاصهم، وانواعهم، وعباداتهم، وما هم عليه. وتعلم ما الفرق بين ملائكة التسخير، وملائكة العبادة، وملائكة المناظرة، وملائكة الاصطفاء، الذين هم المقربون، وتعلم الثمانية الذين هم حملة العرش يوم القيامة، ولم هم الآن اربعة.

وتعلم أسماء الملائكة:

فلا يعرض عليك ملك، ولا انسان، ولا جني، ولا شيء من الأشياء، إلا وتعلم اسمه بسيماه.

ولهذا المنظر ثلاثة مقامات:

المقام الأول تقول أنت فيه الاشياء:

انك عينها ! فتعطيها نفسك بالكلية.

فإذا صدقتك بان تقبضك إليها، اعطتك علومها على ما هي عليه.

المقام الثاني وهو الأوسط:

تقول لك الأشياء فيه:انها هي عينك، فتعطيك نفسها بالكلية، فإذا قبضتها اليك، تصرفت فيها، فعلمتها على ما هي عليه، فلا يخفى عليك من أمرها شيء، اذا حققت هي

ثم المقام الثالث:

وهو اعلى ما يكون في هذا الباب. فيه تتحقق الأشياء، كما هي عليه، حق تحقيقها الغيبي ،بالغين المعجمة.

وفي هذا المقام لا تقول هي:

انك عينها.

ولا انت تقول انت: انها عينك.

بل تشهدها في مقامها، على الحال الذي اوجدها الله تعالى فيه.

فلا يفوتك شيء من أمرها، تجد ذلك مسطورا مشهودا.

افة هذا المنظر:

هو انك مع اطلاعك التفصيلي على حقائق الأشياء، لا ينزل من عالم غيبك، الى عالم شهادتك، من العلوم الغيبية، إلا ما استشرفت الى تفصيله في عالم الشهادة، فإذا توجهت اليه حصلت علمه عندك، على ما هو عليه.

وقد تمر بالشيء وانت جاهل له في عالم الشهادة، وقد حققته في عالم الغيب، فتعلمه ول تعلمه، لانك غير محیط به في محل الشهادة..

وهذه هي الآفة، وهو موضع ظهور عجز المخلوقين، لا يحصلون فيه على غير ذلك.

وما تمام الاحاطة، غيبا وشهادة، بسائر الموجودات الا لله وحده، تفصيلا وإجمالا، جزئيا وكليا.

وهذا لا سبيل إلى استيفائه لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، لأن اللوح المحفوظ لا يحيط به على الإطلاق.

وإنما يوجد في اللوح المحفوظ علم رقعة من الوجود، وهو:

الى أن يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ويبقى ما وراء ذلك.

ولله علوم في الخلق، وراء هذين المقامين:

كعلوم التجليات، وعلوم الأسرار الإلهية، إلى غير ذلك، مما لا يسعد اللوح، ول الملك، ولا الإنسان، بل هو من خصوصياته تعالى.

وهذا هو الفرق بين مقام العز، ومقام العجز، فافهم !

يعرف الجرجاني البرزخ بأنه: " هو الحائل بين الشيئين".

ويعبر به عن عالم المثال.

أعني: الحاجز من الأجسام الكثيفة وعالم الأرواح المجردة.

أعني: الدنيا والآخرة.

انظر: التعريفات، مادة ( البرزخ )  


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!