موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الخامس والثلاثون منظر الإطلاق

المطلق عبارة عن: من أطلقه الله تعالى في تجلياته، فلم يتقيد مع الله باسم، ول صفة، بل هو مع الله تعالى بكل اسمائه وصفاته.

وفي هذا المشهد: يكون لك التمكين في التلوين، وتتصف بما شئت من صفاته، وتتسمی بها.

فأنت، اذا، الحي العليم، المريد، القادر، السميع، البصير، المتكلم، الى غير ذلك. فلا يقيدك اسم، ولا صفة، ولا تتقيد انت، حينئذ، بفعل، ولا عمل مخصوص، بل أعمالك بحكم تجلياتك.

آفة هذا المنظر:

تقيدك بالمنظر الاطلاقي عن المنظر التقييدي.

فأنت، إذا، مقيد بالإطلاق. وأيضا فالتلوين، الذي هو عبارة عن الاتصاف، هو من لوازم الخلق، لا من صفات الحق.

فأنت، إذا، مقيم في مرتبة النقص الخلقي، وليس ذلك شأن الكمال الالهي.

فالتغيير والتلوين من خصائص البشرية، وهي في الولی مشعرة بالبقايا .

بعرف الكاشاني التمكن بانه: " عبارة عن غاية الاستقرار في كل مقام، بحيث يصح لصاحبه القدرة على التصرف في الفعل والترك".

وأكثر ما يطلق في اصطلاح الطائفة، على من حصل له البقاء بعد الفناء.

وتارة يطلق التمكن على ما قبل ذلك من المقامات.

ولهذا جعلوا التمكن على مراتب:

تمكن المريد

تمكن السالك

تمكن العارف..

لطائف الاعلام، مادة: تمكن.

اما التلوين فهو: « تنقل العبد في أحواله،

قال الشيخ في الفتوحات: أنه عند الأكثرين مقام ناقص، وعندنا هو أكمل المقامات: حال العبد فيه حال قوله تعالى (كل يوم هو في شأن)..

وهو على ثلاث مراتب:

مرتبة تلوين التجلي الظاهري

ومرتبة تلوين التجلي الباطني

ومرتبة تلوين التجلي الجمعي. مادة تلوين.

أما التمكين: فهو « عند الشيخ، عبارة عن: التمكن في تلوين. وغير الشيخ، يعبر به عن. حال أه الوصول.

فمراتب التمكين أيضا ثلاث، كما كانت مراتب التلوين أيضا:

التمكين في تلوينات التجليات الظاهرية.

التمكين في تلوينات التجليات الباطنية.

التمكين في تلوينات التجليات الجمعية.

لطائف، مادة تمكين.

والمرتبة الثالثة من مراتب التمكين:

هي التي تسمى بمقام ( التمكين في التلوين )، سميت بذلك:

لإستجماعها التمكين في جميع التلونات، بخلاف الأول والثاني، ولهذا سمي كل واحد منهما بالتمكين الرتبي والنسبي.

ويسمى هذا الثالث بالتمكين الجمعي الحقيقي..

وهو مقام التمكين عند غلبات التلوين، الحاصل من تعاقب التجليات، الكائنة في البرزخية الجامعة بين الظاهر والباطن.

فعند حصول السائر في حاق البرزخ بينهما، فذلك هو مقام التمكين، لأنه حينئذ يتمكن من الجمع بين أحكامها، ويفرق بينهما، فلا يحجبه شان عن شان ».

لطائف مادة التمكين في تلوينات التجليات الجمعية.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!