*****المنظر الحادي والأربعون منظر خلع العذار

يتجلى الحق تعالى على العبد بتجل، يقتضي حقيقة ذلك التجلی منه، أن يتحدى به، فيظهر منه الشطحات في هذا المشهد.

وفي هذا المشهد: قبض الحلاج، رضي الله عنه. اجتمعت به، في غير هذا المنظر، وسألته عن سبب التحدي ؟

فأخذ بيدي، وانصرفنا الى هذا المنظر، فلما ولجناه، أقام به للتحدى.

رفعني الله عن هذا المنظر، الى فقر العبودية، فوقفت دون الحجاب.

وفي هذا المنظر تحدى كل ولي بتحد: فمنهم من العذار في ذلك التحدي: كالحلاج، وعين القضاة.

ومنهم من رفع العذار، ولم يخلعه، كالشيخ عبد القادر الكيلاني، وكأبی یزید، وأبي الغيث بن جميل، رضي الله عنهم أجمعين، وغيرهم من الأولياء.

آفة هذا المنظر:

هو أن ظل هذه الدار ضيقة على ظهور الحقائق الالهية التي يتحدى بها الولی، فلا يسعه الا الدار الآخرة.

وتحديه انما هو استعجال امر مؤخر، فهو من قبيل وضع الشيء في غير موضعه، ولا يكون ذلك إلا عن نقص، فإن الحكمة الالهية بخلافه.

وايضا فان هذه الدار محل التزيد والتحصيل، وبالتحدي يزول التزيد والتحصيل فيفوته أمر خطير كثير.

ما زاد حتى أتى بتقديم ما هوله.

ولا فائدة في ذلك، ولهذا قال اكمل كمل اهل هذا المقام:(انما انا بشر مثلكم)

خلع العذار: خلع الحياء وركب هواه اوالانهماك فيما يريد.يقصد به الشيخ هتا وضع الشيء في غير موضعه والقيام بافعال واقوال فى غير آوانها وتجاوز السماح والامهال مستغرقا فيما يراه في الحب.

هو الحسين بن منصور الحلاج، من اهل بيضاء فارس، ونشأ بواسط والعراق. من صوفية الطبقة الثالثة من طبقات الصوفية للسلمی، من أصحاب الشطح، قتل ببغداد سنة ۳۰۹ ه. انظر: طبقات السلمي، ص ۳۰۷ وما بعدها، وانظر مراجع ترجمته التي أوردها المحقق.

عين القضاة الهمذاني: هو عبد الله بن محمد بن على ابن الحسن بن على المبانحی، من أهل خراسان، تتلمذ على محمد الجويني واحمد الغزالي. كانت له شطحات صوفية أخذت عليه، وقتل صلبا في همدان عام ۵۲۵ ه. انظر: طبقات الشافعية للسبكي، ج 4 ص ۲۳۹.

وانظر كذلك:.173 ,

محي الدين عبد القادر الكيلاني: المتوفى عام ۰۹۱ ه ببغداد، وهو صوفي وفقيه حنبلی، وهو مؤسس الطريقة القادرية. انظر الشعرانی: طبقات ج۱ ص ۱۰۸ وما سينيون: 219 , 20

أبو يزيد البسطامی، المتوفى عام ۲۹۱ ه. صوفي من الطبقة الاولى من طبقات السلمي. من أصحاب الشطح والجنبات. انظر: طبقات السلمی، ص ۹۷ وانظر مصادر المحقق.

ابو الغيث بن جميل: صوفي يمني، من اکابر صوفية اليمن، يلقب بشمس الشموس، وله كرامات كثيرة، توفي سنة ۱۵۱ هـ ودفن ببيت عطاء باليمن. انظر: يوسف النبهاني: جامع کرامات الأولياء، ج۱ ص ۱۹ - ۰۶۷۱

انما انا بشر مثلكم: المقصود به بالطبع، هو الرسول صلى الله عليه وسلم.