موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الرابع والستون منظر الكشف والعيان

ينفتح للعبد، في هذا المنظر، حول عينه دائرتان:

إحداهما: تسمى دائرة العين الصغرى، فيها يرى المحسوسات، من وراء كنائف الحجب الحسية، أشخاصا معينة.

فلا تحجبه الجدارات، ولا البعد، ولا شيء من ذلك.

الثانية: تسمى دائرة العين الكبرى، فيها يري البرزخ، والملكوت، وعوالم الأرواح، ويطلع على الجنان، والنيران، وأنواع النعيم، والعذاب.

ويعرف أجناس الملائكة، وفي أي وظيفة أقام الحق تعالى كل نوع من هذه الملائكة، وتخاطبه الروحانيات، بما فيها من الأسرار الالهية، ويلقي إليه من سؤالات العلوم اللدنية، واجوبتها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه

آفة هذا المنظر:

احتجابه بمنظر العيان والكشف، عن منظر الوجدان والشم.

فاذا اردت الفرق ما بين المنظرين، فتأمل الدائرة الصغرى، كيف هي حاصلة لكل ما ينتقل من الدنيا الى البرزخ.

فإنه إذا صار السالك من عالم الأرواح، لم تحجبه المحسوسات مع كثائفها، بل يشهد البعيد.

كما يشهد القريب: فما زاد صاحبها بان ضيع حاصل وقته، بالوقوف مع اجتلاب وأم الدائرة الكبرى، فملحق بالثانية، لأن الشخص إذا انتقل من البرزخ، الى الجنة، أو النار - وجد تلك الدائرة بعينها.

فما زاد صاحبها الا بان حصل الحاصل، وليس مطلوب أهل الله تعالى، إلا العلم بالله تعالى، وبه يعلم الأشياء شما ووجدانا.

وسیاتی بیان ذلك في المنظر التالي.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!