موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر التاسع والستون منظر الأسرار

السر الذي بين العبد وبين الرب، مما أشار الحديث النبوي إليه أنه: "لا يطلع عليه ملك مقرب، ولا نبي مرسل ".

هو ذات العبد، وهيئته، وما فيها من مقتضيات شؤونه الالهية ،التي ليس للمخلوق أن يعلم كنهها، وماهيتها.

فلا يعلم ما هو إلا هو، فلا يعلم ملك مقرب، ولا نبي مرسل: ما ذلك الشيء.

ويعلم العبد الذي هو سره لأن الله تعالى قد جعله مظهرا لذلك، فهو قابل لعلمه، إذ أعلمه الله تعالى.

فمن الناس من يعلمه، ومن الناس من لا يعلمه.

وكل تحفة، أو سر طرفة، او خلعة، او موهبة، أو ولاية، يشرف الله بها عبده - فإنه جميعها مما قد جعله الله تعالى، من الأزل، في سره.

فلا يحصل للعبد خبر، بمعنى من المعاني، ولا في وقت من الأوقات، الا مما قد جعله الله في مره من الأزل.

فلا عنده، إلا ما منه، ويبقى ما هو لله تعالى، من وراء ما هو سر هذا العبد، ل يعلمه إلا هو.

آفة هذا المنظر:

قصور العبد على ما هو عنده من السر الالهى، عما هو لله خارجا عن مودع مره. فبنفسه، احتجب عن ربه، وهذا نقص.

ولقد أشم رائحة من وراء هذا السر، لا يحل نشرها، إذ لا يمكن بثها.

فعليك بك، والله المستعان.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!