موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر التاسع والسبعون منظر التنكير

يتجلى الله تعالى، في هذا المنظر، بالأسماء والصفات المستأثرة عنده، ويطلقها للعبد عن القيد، فيعرفه العبد بها.

وهي داخلة تحت ما أشار اليه الحديث بقوله: " بكل اسم هو لك، استأثرت به في علم الغيب عندك، أو علمته أحدا من خلقك ".

فمن الأسماء المستأثرة، ما يجوز تعليم الحق اياه لخواص عباده.

اعلم أن الأسماء الحسنى، التي هي اسماء الإحصاء، وغيرها، جميعها - هو ما تعرف به إلينا من الأسماء والصفات، فيما يتجلى بها على عبده.

والمستأثرة:

هي عبارة عن الأسماء والصفات التي لم يتعرف إلينا بها.

وهي له، يتجلى بها على من يشاء من عباده، فهي مستأثرة عنده لا يعلمها إلا هو، ويعلمها من يشاء من عباده.

وشممت رائحة من هذا المحل، فحصلت في تجلي له بأيدينا اسم.

فقلت: يارب ! ما اسم هذا التجلي ؟

فقال لي: اسم

وقتك، وحالك الظاهر، الذي أنت فيه، اسمه.

ففهمت ما أراد، وفتح لي إلى علم المستاثرات بابا.

آفة هذا المنظر:

هو نقص ما تعلمه بما تعلمه، فإن كل ما علمك بما استأثر به عنده، إنما هو مما استأثر به سواك، لا عنك - كان ما استأثر به عنك، غير ذلك.

فأنت حاصل في المستأثر، غير حاصل فيه، عالم به، جاهل عنه، وذلك من لوازم النقص والحجاب.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!