موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر السادس والتسعون منظر من أنا ؟

يتجلى الحق سبحانه وتعالى، في هذا المشهد، بتجل يكشف للعبد فيه عن حقيقة الذات المقدمة.

فلا يجد العبد إلا ذات نفسه، لذهوله عن الحيطة، بشهود الحق تعالى، ووجوده في آنية العبد.

وفي هذا المشهد، يقول العبد: ما ثم إلا أنا ! وحق ما قال، وصحيح ما ادعى لكن أين مقام العبودية، من مقام الربوبية !

آفة هذا المنظر:

احتجاب بأنوار الربوبية عن آثار العبودية.

إشاراتنا، ويعرف آفة ما فيها من عباراتنا، إلا من هو نحن، ونحن هو، فافهم !

واليه الاشارة بقول الجنيد شعرا *:

وغنى لى مني قلبي ….. فغنيت كما غنی

وكنا حيث ما كانوا ….. وكانوا حيث ما كن

ولقد أردف الشيخ العالم الرباني شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الرداد *هذه الأبيات: بيتا ثالثا، فقال شعرا:

فما بنا و لا بانوا ……. و لا بانوا و لا بن

ولعمري أشار إلى معنى غریب، لولا المقام مقام الإشارة، لأفصحنا عنه العبارة.

* وردت هذه الأبيات لدى القشيري، في المباني التالي: «... سئل الجنيد عن التوحيد. فقال: سمعت قائلا يقول:

وغنى لى مني قلبي …. وغنيت كما غنی

وكنا حيثما كانوا …. وكانوا حيثما كن

فقال السائل: أهلك القرآن والأخبار ؟

فقال: لا !

ولكن الموحد ياخذ اعلى التوحيد من أدنى الخطاب وأيسره ».

انظر: الرسالة القشيرية، ص ۱۵۰.

* أحمد بن أبي بكر الرداد، من كبار صوفية اليمن المعاصرين للجيلي، ولد 15 جمادى الأولى عام 748 هـ. وتوفي في ذي القعدة عام 821 هـ.

ترجم له ابن حجر في ( المعجم المفهرس ) ص 362، وفي ( إنباء الغمر ) ج3 ص 177 -178.

والسخاوي في ( الضوء اللامع ) ج1، ص 260 - 263.

وذكر الجيلى أنه كان يتردد على بيت الرداد، ويحضر مجالس المماع التي كان يقيمها. انظر: ( الانسان الكامل ) ج 2 ص 39.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!