موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر السابع والتسعون منظر الاشارة

للاشارة منظر جلی، ومشهد على، ومعنى عزيز سنی.

أنت المراد بها على كل حال، وهو المشار اليه في كل مقال.

أنت العين، وهو الحكم.

أنت الوجود، وهو الشهود.

انت الجوهر، وهو العرض.

انت هو، وهو انت.

أنت الموصوف، وهو الصفة، لكنه الموصوف، وانت الأثر.

هو الأم، وأنت الولد.

لكن أنت الروح وهو الجسد.

انت حاصل كنوزه، انت معنى رموزه، انت صریح ملغوزه - هذا كله منك وفيك، والله يتعالی عن الإشارة والعبارة، وهو الكبير المتعال.

فاشحذ فهمك، وجرد همك، و افتق ما رتقناه عليك، ليسهل فهم ما أشرنا إليك، كلامنا ل يفهم، وحالنا لا يعلم: « ای جنان ای دوست » وهي جملة بالفارسية تعني « هكذا يكون ايها الصديق ».

آفة هذا المنظر:

عدم استيفاء أداء الأمانة، ولا وقوع لصاحبه في خيانة لم يكشف لك برقع هذه العبارة، لأن الكلام عن الحقائق بالاشارة.

ولا يفهم إشاراتنا، ويعرف آفة ما فيها من عباراتنا، إلا من هو نحن، ونحن هو، فافهم !

واليه الاشارة بقول الجنيد شعرا:

وغنى لى مني قلبي ….. فغنيت كما غنی

وكنا حيث ما كانوا ….. وكانوا حيث ما كن

ولقد أردف الشيخ العالم الرباني شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الرداد هذه الأبيات: بيتا ثالثا، فقال شعرا:

فما بنا و لا بانوا ……. و لا بانوا و لا بن

ولعمري أشار إلى معنى غریب، لولا المقام مقام الإشارة، لأفصحنا عنه العبارة.

* هذه عبارة باللغة الفارسية، معناها: « هكذا يكون ايها الصديق ».

* وردت هذه الأبيات لدى القشيري، في المباني التالي: «... سئل الجنيد عن التوحيد. فقال: سمعت قائلا يقول:

وغنى لى مني قلبي …. وغنيت كما غنی

وكنا حيثما كانوا …. وكانوا حيثما كن

فقال السائل: أهلك القرآن والأخبار ؟

فقال: لا !

ولكن الموحد ياخذ اعلى التوحيد من أدنى الخطاب وأيسره ».

انظر: الرسالة القشيرية، ص ۱۵۰.

15 * أحمد بن أبي بكر الرداد، من كبار صوفية اليمن المعاصرين للجيلي، ولد 15 جمادى الأولى عام 748 هـ. وتوفي في ذي القعدة عام 821 هـ.

ترجم له ابن حجر في ( المعجم المفهرس ) ص 362، وفي ( إنباء الغمر ) ج3 ص 177 -178.

والسخاوي في ( الضوء اللامع ) ج1، ص 260 - 263.

. والشرجي الزبيدي، في ( طبقات الخواص ) ص ۳۰ - ۳۲. والخزرجي اليمني في ( طراز اعلام الزمن") د ۲، ص ۲۹۰ – ۲۹۷، والمذحجي النسابة اليمني في ( رسالة في انساب القبائل التي سكنت زبيد باليمن ) میکرو مخط، لوحة ۰۱ وعبد الرؤوف المناوي في ( الكواكب الدرية ) مخط، د ۳، ق ۲۸۰ و ظ.

وذكر الجيلى أنه كان يتردد على بيت الرداد، ويحضر مجالس المماع التي كان يقيمها. انظر: ( الانسان الكامل ) ج 2 ص 39.

واخيرا انظر دراستنا عن الجيلي: ج ۱ ص ۹۳ وما بعدها ز اخوانه في الطريق الصوفي )


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!