موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مراتب الوجود

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


المرتبة الأولى: الغيب المطلق

من مراتب الوجود هي الذات الإلهية المعبر عنها ببعض وجوهها بالغيب المطلق وبغيب الغيب لصرافة الذات المقدسة عن سائر النسب والتجليات ، ولهذا عبر عنها القوم بالذات الإلهية الساذج إذ كلت العبارات دونها ، وانقطعت الإشارات قبل الوصول إلى سرادق حرمها ، ومن هنا سميت بمنقطع الإشارات وبمجهول الغيب .وكذلك سماها بعض العارفين بالعدم المقدم على الوجود يريد بذلك عدم لحوق النسبة الوجودية بمطلق الصرافة الذاتية التي علت على النسبة وغيرها ، لا يريد بأنها عدمه ، أي معدومة فوجدت ، بعد ذلك فحاشا وكلا ، بل لكونها حقيقة الوجود البحت التي هي ظلمة الأنوار فيها ، أي مجهولة من كل الجهات لا سبيل إلى معرفتها بوجه من الوجوه .ولهذا سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم : بالعماء ، لما قال له السائل : أين كان الله ؟ وفي رواية : ( أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ) يعني ما فوقه نسبة ولا صفة كما أشرنا لك فيما تقدم .ولهذا قالت الطائفة إنه المسكوت عنه ، ومن ثم لا يدخله بعض المحققين في مراتب الوجود فيقول إنه أمر من وراء الوجود ، ولهذا يجعل بعض المحققين مرتبة العماء من مراتب الربوبية نظراً إلى سؤال السائل حيث قال : أين كان ربنا ؟ فيجعل العماء بعد مرتبة الربوبية ويجعل الأولى مرتبة الربوبية ، ونحن لا نريد بهذا التجلي ذلك العماء بل ما أشرنا إليه مع قبول قوله ، ومن فهم قوله وقولنا قال بالتوافق في الوجود البحت .


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!