موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مراتب الوجود

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


المرتبة الثانية: الوجود المطلق

من مراتب الوجود هي أول التنزلات الذاتية المعبر عنها بالتجلي الأول وبالأحدية وبالوجود المطلق . وقد ألفنا لمعرفة الوجود المطلق كتاباً سميناه ( الوجود المطلق المعرّف بالوجود الحق ) فمن أراد ذلك فيطالعه هناك ، وهذا التجلي الأحدي هو أيضاً حقيقة صرافة الذات ، لكنه أنزل من المرتبة الأولى ، لأن الوجود متعين فيه للذات ، والتجلي الأحدي العماء الأول يعلو عن مرتبة نسبة الوجود إليها ، وقد بينا سبب ذلك ووجهه في كتابنا المسمى ب ( الكمالات الإلهية في الصفات المحمدية ) ، فمن أنكر معرفة ذلك فليطالع هنا ، ولنقتصر هنا على ذكر نفس المرتبة إذ ليس الغرض من إنشاء هذا الكتاب إلا جمع مراتب الوجود .وأعلم أن هذا التجلي الأحدي هو رابطة بين البطون والظهور ، يعني يصلح أن يكون أمراً ثالثاً بين البطون والظهور كما نرى في الخط الموهوم بين الظل والشمس ، ولهذا يسميه المحققون بالبرزخية الكبرى ، فالأحدية برزخ بين البطون والظهور ، وذلك هو عبارة عن حقيقة الحقيقة المحمدية التي هي فلك الولاية المعبر عنها بمقام قوسين أو أدنى ، وبالعلم المطلق ، وبالشأن الصرف ، وبالعشق المجرد عن نسبة العاشق والمعشوق ، وكذلك قولهم فيه العلم المطلق ، يريدون به من غير نسبة إلى العالم والمعلوم ، وقولهم فيه الوجود المطلق ، يريدون به من غير نسبة قدم ولا حدوث . فافهم فذلك عبارة عن أحدية الجمع بإسقاط جميع الاعتبارات والنسب والإضافات وبطون سائر الأسماء والصفات ، وقد يسميه بعضهم بمرتبة الهوية ، لأنها غيب الأسماء والصفات في الشأن الثاني المخصوص بالذات .


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!