موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مراتب الوجود

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


المرتبة الحادية والعشرون: الجوهر الفرد

من مراتب الوجود هي الجوهر الفرد لأنه أصل الأجسام فهو للأجسام بمنزلة الحروف للكلمة ، وإن شئت قلت بمنزلة النقطة للحرف ، وقد بينا ذلك في كتاب ( النقطة ) ، فالجوهر ذات قابلة للاتصال غير قابلة للافتراق ، ولهذا كان الجوهر نهاية أمر الأجسام في الافتراق والهلاك . فهلاك المركب انبساطه وتحليل أجزائه حتى يصير كل جوهر منه مفرداً ، والجوهر قبل التركيب يسمى الجوهر الفرد ، وبعد التركيب يسمى الجوهر المركب ، وبعد انحلال التركيب وهو انبساطه يسمى الجوهر البسيط والجزء الذي لا يتجزأ ، إذ لا يصح ذكر الجزء بغير اعتبار الكل ، وبعد الانحلال فالكل معتبر وهو المركب الذي قد انحل . فإذا علمت الجوهر فاعلم أن العرض عبارة عن أحواله وأوصافه وشؤونه وأحكامه إلى غير ذلك من أوصافه كلها ، فهي له أعراض متغايرة عليه مع الدوام إذ بقاء العرض زمانين محال ، وسبب ذلك أن العرض سمي عرضاً لانتقاله من محل قابل للأعراض إلى محل آخر . والجوهر محل فرد لا يقبل انتقال العرض فيه بل لا يزال طارئاً متنقلاً عنه غير مجاور له هكذا على الدوام . وسيأتي بيان استثناء هذه المسألة في المرتبة التي بعد هذه المرتبة عند ذكرنا تجديد خلق الخلق في كل آن والله تعالى أعلم .


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!