الصفحة 11 - قال في أرواح الورثة الصادقين المحمديين
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 11 - قال في أرواح الورثة الصادقين المحمديين
انظروا قولي لكم فلقد | *** | طرف كلّ الناس عنه عمي |
تجدوه واضحا حسنا | *** | منبئا عن رتبة الكرم |
يا إله الخلق يا إلهي | *** | وسميري في دجى الظلم1 |
جد على صبّ حليف ضني | *** | يا كثير الفضل والنعم2
|
وقال أيضا في أرواح الورثة الصادقين المحمديّين:
للّه درّ عصابة سارت بهم | *** | نجب الفناء لحضرة الرحمان3 |
قطعوا زمانهم وبذكر إلههم | *** | وتحققوا بسرائر القرآن |
ورثوا النبي الهاشميّ المصطفى | *** | من أشرف الأعراب من عدنان |
ركبوا براق الحبّ في حرم المنى | *** | وسروا لقدس النور والبرهان4 |
وقفوا على ظهر الصّفا فأتاهم | *** | لبن الهدى من منزل الفرقان |
قرعوا سماء جسومهم فتفتّحت | *** | أبوابها فبدت لهم عينان |
عين تبسّم ثغرها لما رأت | *** | أبناءها في جنة الرضوان |
وشمالها عين تحدّر دمعها | *** | لما رأتهم في لظى النيران |
قرعوا سماء الروح لما آنسوا | *** | جسما ترابيا بلا أركان |
فبدا لهم لاهوت عيسى المجتبى | *** | روحا بلا جسم ولا جثمان5 |
كمل الجمال بيوسف فتطلعوا | *** | لمقام إدريس العليّ الشان |
ورثوا الخلافة إذ رأوا هارون قد | *** | أربت منازله على كيوان6 |
نالوا الخلافة عندما نالوا منى | *** | موسى كليم الراحم الرحمان |
سجد الملائكة الكرام إليهم | *** | دون اعتقاد وجود رب ثاني |
طمحت بهم هماتهم فتحللوا | *** | في حضرة الزّلفى قرى الضيفان7 |
كملت صفاتهم العلية وارتقوا | *** | عن سدرة الإيمان والإحسان |
للذات كان مصيرهم فحباهم | *** | بشهوده عينا بلا أكوان |
وصلوا إليه وعاينوا ما أضمروا | *** | من غيب سرّ السرّ كالإعلان |
سبحانه وتقدّست أسماؤه | *** | وعن الزيادة جلّ والنقصان |
1) السمير: المسامر. الدجى: الظلام وهو جمع دجية. 2) الصب: المشتاق.
3) العصابة: الجماعة. الفناء: الغيبة عن الأشياء.4) البراق: دابة فوق الحمار ودون البغل.
5) اللاهوت: عند النصارى: العلوم الإلهية.6) أربى: زاد. كيوان: زحل.
7) الزّلفة: القربة والدرجة. الضيفان: الضيوف.
- الديوان الكبير - الصفحة 11 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان