The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

 

 


33- القصيدة الثالثة والثلاثين وهي أربعة أبيات من البحر الوافر

وقال رضي الله عنه:

1

أُطارِحُ كُلَّ هَاتِفَةٍ بَأَيْكٍ

***

عَلَى فَنَنٍ بِأَفْنَانِ الشُّجُونِ

2

فَتَبْكِي إِلْفَهَا مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ

***

وَدَمْعُ الْحُزْنِ يَهْمُلُ مِنْ جُفُونِي

3

أَقُولُ لَهَا وَقَدْ سَمَحَتْ جُفُونِي

***

بِأَدْمُعِهَا تُخَبِّرُ عَنْ شُؤُونِي

4

أَعِنْدَكِ بِالَّذِي أَهْوَاهُ عِلْمٌ،

***

وَهَلْ قَالُوا بِأَفْيَاءِ الْغُصُونِ

شرح البيتين الأول والثاني:

1

أُطارِحُ كُلَّ هَاتِفَةٍ بَأَيْكٍ

***

عَلَى فَنَنٍ بِأَفْنَانِ الشُّجُونِ

2

فَتَبْكِي إِلْفَهَا مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ

***

وَدَمْعُ الْحُزْنِ يَهْمُلُ مِنْ جُفُونِي

يقول: "أطارح" كل لطيفة روحانية ظاهرة في صورة برزخية، على غصن ثابت بروضة من المعارف الإلهية، بحقيقة تناسبها مني تدلُّ على حسرة الفوت حين فاز أمثالي بم فازوا به. ثم قال: "فتبكي إلفها"، يقول: بكاء الأرواح "من غير دمع"، وبكائي بدمع لوجود هذا الهيكل الذي أنتجني، فقد شاركتها في بكاء من غير دمع لكوني على ما هي عليه من الحقائق، من حيث الروحانية، وزدت عليها بالبكاء الطبيعي الذي لا مشرب له فيه، فكان وَجْدي متضاعفٌ لهذا السبب؛ فعندي فوق ما عندها.

فكأنه يخاطب الأرواح المفارقة لعالم الطبيعة، بعد أن كانت متصلة بها وم نالت شيئا في زمانهالشغلها بنيل شهواتها.

شرح البيتين الثالث والرابع:

3

أَقُولُ لَهَا وَقَدْ سَمَحَتْ جُفُونِي

***

بِأَدْمُعِهَا تُخَبِّرُ عَنْ شُؤُونِي

4

أَعِنْدَكِ بِالَّذِي أَهْوَاهُ عِلْمٌ،

***

وَهَلْ قَالُوا بِأَفْيَاءِ الْغُصُونِ

يقول لها: في حال بكائي بلسان حالي، المعبِّر لها بما أحمله، "أعندك بالذي أهواه علم؟" لأنك في مقام الكشف، لمفارقتك عالم الظلمة، وحبسي فيها إلى الأجل المسمى، ("وهل قالوا"، من المقيل، أي هل استظلُّوا، أي:) وهل لهم ظهور بظلال هذه المنشآت الطبيعية فأطلبهم فيها؟ فإنّ الله تعالى يقول (تعالى): ﴿وظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ واَلْآصَالِ﴾ [الرعد: 15]، أخبر عنهم بالسجود، والسجود لا يكون إلاّ مع الشهود والمعرفة، لا مع غير ذلك، ولا سيَّما وقد قال بعضهم (وهو أبو يزيد البسطامي): "أنا الحق"، وقد قال الحق تعالى: «فَبِي يَسْمَعْ وَبِي يُبْصِرْ» [البخاري: 6502]. فخبِّرني إن كان الأمر على ما استفهمتك عليه، فأنظر كيف أرفع الحجاب عن عيني وأشهد ما في كوني.



 

 

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!