المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
مشرع الخصوص إلى معاني النصوص
للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي
وهو شرح لكتاب النصوص للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
ترجمة صاحب النصوص :-
هو الشيخ محمد بن إسحاق بن محمد الرومي ، الصوفي ، العارف الكبير الإمام الشهير صدر الدين القونوي ، أجل تلامذة الشيخ محيي الدين ابن عربي قدس اللّه سره .
كان عارفا على المقام ، متكلما بما تقتصر عنه الأفهام ، وهو شيخ أهل الوحدة بقونية وما والاها .
كان يسلك طريق شيخه الحاتمي في جميع أحواله ومقالاته التي تفرد بها ، والوقوف عند نص أقواله ، وكان بكتبه سيما الفتوحات مغري ، وهي أجود ما يعرفه ، وخير دينار يخرجه من كيس معاليمه ويصرفه .
وكان ذا حظ عند الأكابر موفور ، وقبول تام ، كل ذنب معه عندهم مغفور .
وله تصانيف في السلوك منها :
- تبصرة المبتدئ وتذكرة المنتهى فارسي .
- توجه الأتم الأعلى نحو الحق جل وعلا .
- جامع الأصول رسالة في الحديث .
- الرسالة المرشدية .
- الرسالة الهادية .
- فكوك النصوص في مستندات حكم الفصوص للشيخ الأكبر .
- اللمعة النورانية في مشكلات الشجرة النعمانية .
- كشف السر .
- كشف أستار جواهر الحكم المستخرجة الموروثة من جوامع الكلم في شرح الأربعين في التصوف للسلمي .
- المفاوضات وهي أسئلة سئل عنها نصير الطوسي . مفتاح أقفال القلوب لمفاتيح الغيوب .
- المؤاخذات وأجوبتها لنصير الطوسي .
....................................................................
( 1 ) انظر : طبقات السبكي ( 8 / 45 ) ، طبقات الأولياء ( 467 ) ، طبقات الشعراني ( 1 / 203 ) ، كرامات الأولياء ( 1 / 133 ) ، الكواكب الدرية ( 566 ) بتحقيقنا .
- موارد ذوي الاختصاص إلى مقاصد سورة الإخلاص .
- النصوص في تحقيق الطور المخصوص .
- نفثة المصدور وتحفة المشكور .
- “ شرح التجليات “ .
- الإعجاز والبيان في كشف أسرار القرآن .
- كتاب “ النفحات الإلهية “ .
- “ مفتاح غيب الغيب “ .
- “ شرح أسماء اللّه الحسنى “ .
وحكى عن نفسه قال : “ اجتهد شيخي العارف ابن عربي أن يشرفني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق للطالب بالتجليات البرقية في حياته فما أمكنه ، فزرت قبره بعد موته ورجعت ، فبينما أنا أمشي في الفضاء بين عدن وطرسوس ، في يوم صائف ، والزهور يحركها نسيم الصبا ، فنظرت إليها وتفكرت في قدرة اللّه وجلاله وكبريائه ، فشغفني حب الرحمن حتى كدت أغيب عن الأكوان ، فتمثل لي روح الشيخ ابن عربي في أحسن صورة كأنه نور صرف ، فقال : يا مختار ، انظر إلى ، وإذا الحق جل وعلا تجلى لي بالتجلي البرقي من المشرق الذاتي ، فغبت مني به فيه على قدر لمح البصر ، ثم أفقت حالا ، وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي ، فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة ، وعانقني معانقة مشتاق ، وقال : الحمد للّه الذي رفع الحجاب ، وواصل الأحباب ، وما خيب القصد والاجتهاد ، والسلام “ .
ومن كلامه : كن فردّاني المقصد لكمال عبوديتك التي خلقك الحق لها ، فإني رأيت عندك أمرا زائدا على هذه الوحدة في التوجه ، فالزائد علّة .
وقال : الملابس إذا فصلت وخيطت في وقت رديء ، اتصل بها خواص رديئة ، وكذا ما ورد التنبيه عليه في الشرع من شؤم المرأة والفرس والدار ، وشهد بصحته التجارب المكررة ، فإن ذلك يؤثر في بواطن أكثر الناس ، بل ولو في ظواهرهم خواص مضرة تعدى إلى نفسه وأخلاقه وصفاته ، فيحدث بسبها للقلوب والأرواح تلويثات هي من قسم النجاسات المعنوية .
.....................................................
( 1 ) طبع بتحقيقنا .
وقال : صور الأعمال أعراض جواهرها مقاصد العمال وعلومهم واعتقاداتهم ومتعلقات هممهم .
وقال : الكرسي هو أرض الجنة وسقفها هو العرش .
وقال : لا ريب عند المحققين بالتجربة المكررة والعلم المحقق ، إن الآلام النفسانية تخمد وهج القوى الطبيعية ، وتنعش القوى الروحانية الموجبة لتنوير الباطن ، فلذلك جعل المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم الصبر يثمر الضياء .
وقال : ليس في الوجود وقفة لأحد ، الإنسان سائر إلى المرتبة التي قدر الحق أنها غايته من مراتب الشقاء ، ومراتب السعادة .
وقال : مسمّى الإنسان بالتعريف العام عبارة عن مجموع جسمه الطبيعي ، ونفسه الحيوانية ، وروحه المجرد المدبر لهيكله ، فكل فعل صدر عنه من حيث جملته المذكورة ، فلكل من الثلاثة فيه دخل .
وقال : الغيب لا يعلمه إلا اللّه ، لكن قد يعلم بتعريف اللّه تعالى وإعلامه .
وقال : من ثبتت المناسبة بينه وبين الكمّل من أرواح الأنبياء والأولياء ، اجتمع بهم متى شاء ، يقظة ومناما ، وقد رأيت شيخنا ابن عربي مرارا ، كذلك وقع له مرارا . مات ب “ قونية “ سنة اثنين وسبعين وستمائة .
وكان شافعيّا ، وقد أفحش ابن أبي حجلة في سبه ، واللّه حسبه حيث قال : “ كلب الروم ، وتلميذ ابن عربي المذموم ، زوجه أمه ، وخالف باتباعه الأمة ، فجحد النعمة ، وزعم أنه يبرئ الأكمه بالحكمة ، فزاد عليه بالسفه ، وتنزيل الحادة على قواعد الفلسفة ، فضل وأضل ، وحل المربوط وربط المنحل ، وإليه تنسب الطائفة الإسحاقية فسحقا لهم .
ومن تصانيفه : الفكوك الكثيرة الشكوك ، والنصوص التي خالف بها النص ، واطلع بشرحها على كل عين أقبح فعمى ، فازداد بها مع عمى البصيرة ، وفتح بمفتاح غيب الجمع باب شر ، فهو مثل شيخه السفيه ، وأقل من أن يكثر الكلام فيه “ ، وإلى هنا كلامه الأحمق .
وقد قامت عليه القيامة ، وعزّره بسبب هذه القضية السراج الهندي قاضي قضاة الحنفية .