المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة ربانية
نبهت من جانب الحق على ان للََّه اسرارا حجبها عن الرسول زمان الدعوة و حال البعثة، لكونها تقتضي لذاتها تفرقة باطن الداعي عن اجتماعه على الدعوة و وفور رغبته في القيام بحقوقها و وظائفها، ثم إذا فرغت وظيفة الدعوة و تقررت أحكامها في اواخر عهد المرتضين من الرسل حينئذ يعرفهم الحق بها لتحققهم بالكمال المتوقف على معرفتها و لزوال الموجب للستر .
و للََّه اسرار عرّف بها المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم و هي من ارضياء الصفوة من أمته، لكنه لم ينبه على حصولها لمن يأتى بعده و لا حجر ايضا، و علة عدم الاخبار بمثل هذا مع إخباره عما دونه هو ليتوفر الرغبات على الاشتمال على ما يقع به الاخبار في الحالة الراهنة و لا يفترق البواعث و الهمم لادراك تلك الأمور فيفوتها التحقق بحظها من الواردات الحاضرة، فلا تصل الى تلك لعدم بلوغ أوانها، فإنها من خصائص القرن الرابع و غيره من القرون ما عدا الأول لان الاعطيات الربانية تنقسم على اهل الاعصاء، انقسام الفواكه و غيرها من الأرزاق النباتية و المعدنية بحسب امزجة الفصول و الأقاليم و الأدوار و أهلها، انقساما لا يقبل التنقل و لا التقدم و لا التأخر و التغير و التبدل فاعلم ذلك فقد أدرجت لك في هذا التنبيه علوما جمة كلية لا يعلم تأويلها الا اللّه و الراسخون في العلم، و هذا سرّ وجود الأرواح و الصور و الخواطر الربانية بحسب صورته التي حذيت عليها الصورة الانسانية .