المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة الهية كلية
قال الوارد و الشاهد يشهد بصدقه: قد ثبت في الشرع و التحقيق ان حكم الأصل يسرى في الفروع من حيث الحال و من حيث الوصف و من حيث الذات و من حيث المرتبة الجامعة لذلك كله، و من ذلك ما نبه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بقوله: فجحد آدم فجحدت ذريته، و نسى آدم فنسيت ذريته، و بقوله: لو لا حواء لم تحن انثى زوجها، و بقوله :العرق دساس و الرضاع يغير الطباع و نحو ذلك مما قد ورد كثيرا .
و اما ذوقا و تحقيقا، فقد عاينا ذلك ذوقا و شهودا غير ما مرة، و تحققنا مصداق ما ذكره صلى اللّه عليه و سلّم و الحمد للََّه فمن العجب كيف سرى حكم عصيان آدم و الجحد و الغواية في جميع الذرية على ما بينهم من التفاوت؟ فقال تعالى: وَ لَوْ يُؤََاخِذُ اللََّهُ النََّاسَ بِمََا كَسَبُوا ( 45فاطر) و قال في موضع آخر: بِظُلْمِهِمْ مََا تَرَكَ عَلَيْهََا مِنْ دَابَّةٍ ( 61النحل) و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: كل ابن آدم حظاء، و امثال هذا، فعم حكم المعصية و الظلم و الجحود و النسيان و لم يعم حكم التوبة و الاجتباء و الهداية، فاجعل بالك فهاهنا بحر زاخر من العلم لا مثل له .