المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
رسالة النصوص
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نصّ في بيان سرّ الكمال والأكمليّة
اعلم أن للحق كمالا ذاتيا وكمالا اسمائيّا يتوقف ظهوره على ايجاد العالم ، والكمالان معا من حيث التعيّن اسمائيّان ، لانّ الحكم من كل حاكم على امر ما مسبوق بتعيّن المحكوم عليه في تعقّل الحاكم ، فلو لا تعقّل ذات الحق قبل إضافة الأسماء اليه وامتيازه بغناه ( بغنائه - خ ل ) في ثبوت وجوده له عن سواه ، لما حكم ، بانّ له كمالا ذاتيّا . ولا شك ان كل تعيّن يتعقل للحق هو اسم له ، فان الأسماء ليست عند المحقّق الا تعيّنات الحق ، فاذن كل كمال يوصف به الحق ، فانّه يصدق عليه انّه كمال أسمائي من هذا الوجه ، واما من حيث إن انتشاء أسماء الحق من حضرة وحدته هو من مقتضى ذاته ، فان جميع الكمالات التي يوصف بها ، هي كمالات ذاتيّة .
وإذا تقرّر هذا فنقول : من كان له هذا الكمال لذاته من ذاته ، فانّه ل ينقص بالعوارض واللوازم الخارجيّة في بعض المراتب ، بمعنى انّه لا يقدح في كماله ، ولا جايز ان يتوهم في كماله نقص أيضا بحيث يكمل بها ، بل قد يظهر بالعوارض واللوازم في بعض المراتب وصف أكمليته ، ومن جملتها معرفة ان هذا شأنه .