موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 146 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 146 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


لأنه يجد الأبواب مغلقة *** بفطرة هو فيها أو بمكسبه
قل كيف شئت فإنّ الأمر يقلبه *** ولا تخف من غويّ في تطلّبه
وكيف يدخل كبر من حقيقته *** فقر وعجز وموت عند منتبه
شخص يرى قرصة البرغوث تؤلمه *** إلى مكاره يلقى في تقلبه
فالحسّ يعلم هذا من يقوم به *** لدى إقامته أو حال مذهبه

وقال أيضا في قوله تعالى: اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا اَلَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ وما يُلَقّاها إِلاَّ اَلَّذِينَ صَبَرُوا وما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ1من روح فصلت:

إذا رأيت مسيئا يبتغي ضررا *** فداره ثم لا تظهر له خبرا
وادفع أذاه بما توليه من حسن *** وامنن عليه ولا تعلم به بشرا
فإن ذلك إكسير وقوّته *** إنّ تقلب العين والأجساد والصورا
يرجع عدوّك صدّيقا فتأمنه *** ولا تخف منه إضرارا ولا ضررا
وما يلقاها إلا صابر وله *** حظّ من العلم لما أمعن النظرا

وقال أيضا في معنى المثلين، وإن تقابلا، من روح الشورى:

المثل يعقل ما يحوي مماثله *** في النفس من كلّ ما تعطى حقيقته
فما من اسم له إلاّ ويأخذه *** منه ولكن بما تعطي سليقته2
ما يمتري في الذي جئنا به بشر *** إلاّ الذي عندنا اختلّت طريقته
قد يحكم الشخص أمرا ثم يخطئه *** وقد تعود على الداهي فليقته
كما يطالب شخص عن عقيقته *** كذاك تطلبه عقلا عقيقته
كنّى بها عن الفطرة التي فطر عليها إذ كانت العقيقة الشعر الذي يولد به الإنسان.

وقال أيضا من روح الزخرف:

الخلف تحسن في الإيعاد صورته *** كقبحها عند وعد الجود والكرم3
إنّ الكريم الذي يسقي الدواء لما *** فيه من الكره كي يبرى من الألم
وهي الحدود التي جاء الرسول بها *** دنيا وآخرة لكلّ ذي سقم
فلا يهولك ما يلقاه من غصص *** وإن تألم فالعقبى إلى نعم

وقال أيضا من روح الدخان:

من عزّ ذلّ إذا طال الزمان به *** وآية الدهر تقليب وتصريف


1) سورة فصلت، آية:34.

2) السليقة: الطبيعة.

3) الإيعاد: التوعد والتهدد.


- الديوان الكبير - الصفحة 146


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!