الصفحة 155 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
| |
 |

|
 |
|
| |
الصفحة 155 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
| فينكرهم في الحين دينا وغيرة | *** | فيرهقها المتبوع من أمرها عسرا |
| فإن عاد بالأعراض عنهم لنكرهم | *** | تقيم له مما أتته به عذرا |
| كذا سنة الرحمن في كلّ تابع | *** | ومتبوعه فاحذر من العالم المكرا |
| فمن يتق اللّه العليم بحاله | *** | سيجعل له الرحمن من أمره يسرا |
| ومن يتوكل في الأمور على الذي | *** | يكون بها أولى كما أنه يدرى |
| وقد جعل اللّه العليم بأمره | *** | لكلّ الذي يجريه في خلقه قدرا |
| لقد جئتكم بالأمر من عند ربكم | *** | كما جاءت الأرسال من عنده تترى |
| وإني لهم في كلّ ما قلت وارث | *** | ولم ألتمس منكم ثناء ولا أجرا |
| وأجري على اللّه الكريم جعلته | *** | لديه إلى يوم الورود لنا ذخرا1
|
وقال أيضا: فيمن قاوم الاقتدار الإلهي من روح التحريم
، قال اللّه تعالى: وإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اَللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ اَلْمُؤْمِنِينَ واَلْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ2. وقال عليه الصلاة والسلام: «إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإن رمت تقويمها كسرتها وكسرها طلاقها، وإن استمتعت استمتعت وبها عوج»3. | تعجبت من أنثى يقاوم مكرها | *** | بخير عباد اللّه ناصره الأعلى |
| وجبريل أيضا ناصر ثم بعده | *** | ملائكة بالعون من عنده تترى |
| ومن صلحاء المؤمنين عصابة | *** | سمعناه قرآنا بآذاننا يتلى |
| وما ذاك إلا عن وجود تحققت | *** | به المرأة الدنيا ومرتبة عليا |
| وقد صحّ عند الناس أن وجودها | *** | من النفس في القرآن والضلع العوجا |
| فإن رمت تقويما لها قد كسرتها | *** | وما كسرها إلاّ طلاق به تبلى |
| وإن شئت أن تبقى بها متمتعا | *** | فمعوجها يبقى وراحتكم تفنى |
| فما أمها إلا الطبيعة وحدها | *** | فكانت كعيسى حين أحيى بها الموتى |
| لقد أيّد الرحمن بالروح روحه | *** | وهذي تولاها الإله وما ثنى4 |
| فإن كنت تدري ما أشرت به فقد | *** | أبنت لكم عنها وعن سرّها الأخفى |
وقال أيضا في الإمام الذي يرث الغوث، من روح تبارك الملك:
| شهدت الذي تدعونه الغوث والذي | *** | له الملك بعد الغوث والغوث لا يدري5
|
1) يوم الورود: أراد يوم القيامة. 2) سورة التحريم، آية:4.
3) رواه البخاري: أنبياء 1. ومسلم: رضاع 61،62، والدارمي: نكاح 35. وابن حنبل 5،8.4) الروح، يعني عيسى عليه السلام.
5) الغوث: هو القطب حينما يلتجأ إليه، ولا يسمى في غير ذلك الوقت غوثا.
- الديوان الكبير - الصفحة 155 |
|
| |
 |

|
 |
|
البحث في نص الديوان