الصفحة 262 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
| |
 |

|
 |
|
| |
الصفحة 262 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
| في خلقه فكلهم عينه | *** | لذاك أجراه على وفقه |
| نحيى به أعضاء إنسانها | *** | وهو لنا كالمسك في حقه |
| تشبيهه الرؤية لا عينه | *** | كالشمس أو كالبدر في أفقه |
| من فهم الأمر الذي قلته | *** | صير عين الغرب في شرقه | وقال أيضا:
| تبارك اللّه لا أبغي به عوضا | *** | ولست أبرم ما قد حل أو نقضا |
| إني عجبت لمن بالجهل أعرفه | *** | والعجز غاية من في ذاته نهضا |
| قد حجر الشرع فكري أن يصرفه | *** | في ذاته فأبى العقل الذي فرضا |
| ما إن رأيت له مثلا يعارضه | *** | وهو المريد وما أدري له غرضا1 |
| لما تألفت الأشياء في عدم | *** | قام الوجود به لعارض عرضا2 |
| وهو الوجود كما قامت بأنفسها | *** | لذاك ما أبتغي بربنا عوضا |
| فما ترى جوهرا في الكون منفردا | *** | على اختلاف ولا جسما ولا عرضا3 |
| إلا وذاك الذي عاينت صورته | *** | فمن به مرض قد زدته مرضا |
| كذا أتت في كتاب اللّه آيته | *** | فلم تقل غير ما قد قاله ومضى |
| فليس يظهره في عين مبصره | *** | إلا الغمام إذا برق به ومضا |
| بذا أتى نصه إن كنت ذا نظر | *** | والكشف أعطى الذي قد قلته وقضى4 |
| طه ويس لا تعربهما فهما | *** | من الذي أبهم النبراس حين أضا5 |
| يا عابد الفكر لا تسلك طريقتنا | *** | هذي بحور بلا سيف لها واضى6 |
| إنّ القرآن لنور يستضاء به | *** | وزاد رجسا قليب زاده مضضا7 | قوله كذا أتت في كتاب اللّه آيته يريد قوله تعالى: وأَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ8. وقوله: بذا أتى نصه، يريد قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ
1) المريد: من انقطع إلى اللّه عن نظر واستبصار وتجرد عن إرادته. 2) العارض: ما يعرض للقلوب والأسرار من القاء العدو والنفس والهوى.
3) العرض: في اصطلاح المتكلمين: ما يقوم بغيره. والجوهر: ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع.4) الكشف: الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني، الغيبية والأمور الحقيقية.
5) النبراس: السراج.6) بحر بلا سيف: يعني الحال الذي خصه به اللّه من التعظيم للّه لا نهاية له ولا انقطاع.
7) القليب: البئر.8) سورة التوبة، آية:125.
- الديوان الكبير - الصفحة 262 |
|
| |
 |

|
 |
|
البحث في نص الديوان