| الناس أولاد حوّاء سواي أنا | *** | فإنني ولد للوالد الذكر2 |
| إن الأنوثة من نعت الرجال لذا | *** | تراهم يحملون العلم في الصور |
| فيصبحون حبالى حاملين به | *** | حمل السحاب لما فيها من المطر |
| يحيى به كلّ ميت لا حراك به | *** | فيشكر الحيّ شكر الزّهر للزهر |
| فالزهر أسماؤه الحسنى بجملتها | *** | والزهر ما أعطت الأسماء من أثر |
| يا رحمة اللّه قد حزت الوجود فما | *** | في الكون مقلة عين تخلو من نظر |
| به يرون وجود الكون فيه كما | *** | يرون فيه وجود الحقّ في البشر |
| ما بين ضمّ وفتح قد بدت عبر | *** | لكلّ قلب سليم فيه معتبر |
| تربى على قوّة الأرواح قوّته | *** | فليس يحرقه الإدراك بالبصر |
| لأنه سبحات الوجه فاعتبروا | *** | في النور والظلمة العمياء والغير |
| هما الحجاب لها ولم يقم بهما | *** | إحراقها لا ولا ما فيه من ضرر3 |
| والحجب ليس سوانا وهو خالقنا | *** | ونحن مجلى له بالسمع والبصر4 |
| كذا رأيناه ذوقا في مشاربنا | *** | كما رويناه فيما صح من خبر |
| هو القوي حين ما تعطي جوارحنا | *** | من النتائج فانظر فيه وادّكر |
| لولاه ما نظرت عين ولا سمعت | *** | أذن لما قد تلاه الحقّ في السور |
| اللّه يخلقنا واللّه يخلفنا | *** | على الدوام كما قد جاء في الزبر5 |
| وما له خبر فينا يخبرنا | *** | سوى الذي نحن فيه اليوم من سير |
| وما تكوّن عنه من تقابلنا | *** | في جنة الخلد والمأوى على سرر |
| ومن يكون على ضدّ النعيم بما | *** | يلقاه من ألم الضرّاء في سقر |
| ليس التعجب من هذا وما عجبي | *** | إلا بأني مع الأنفاس في سفر |
1) ليعلم أن الإنسان مخلوق واللّه تعالى هو الخالق ولا خالق غيره وهو المنزه عن صفات عباده ليس كمثله شيء.
2) الولد: من سلك طريق الشيخ واهتدى بهديه.
3) الحجاب: حائل يحول بين الشيء المطلوب المقصود وبين طالبه وقاصده.4) الحجب، عند أهل الحق: انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق.
5) الزّبر: جمع الزّبور: الكتاب.