موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 408 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 408 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


أفناهم عنهم به في نعتهم *** فبدا لهم لما دعاهم كونهم1
فتحققوا إن الأمور خلاّبة *** لما تقطع إذ دعاهم بينهم
وأتاهم عند الصلاة بقولهم *** إيّاك نعبد بالعبادة عونهم
فتنبّهوا وتثبّتوا وتحقّقوا *** إنّ المراد من العبادة بينهم
وتشهدوا إذ شهدوا بشهادة *** قد بان منها في القيامة بونهم
ومحقق المطلوب لما جاءهم *** في صدقهم عند التلاوة بينهم
إنّ الذين رأوه منه عناية *** بهم تحقق بالعناية صونهم
قد حكموه على نفوسهم عسى *** يقضي به يوم التقاضي دينهم
وقال أيضا:

أصبحت مثل بني يعقوب إذ دخلوا *** على العزيز فقالوا مسّنا الضرر
وأهلنا معنا قد مسّ أكثرهم *** مثل الذي مسّنا منه ولا وزر
إنّ الذي بجميل الصنع عوّدنا *** هو الإله الذي تعنو له البشر2
إنّ الخلائق إن عزّوا وإن كثرت *** أموالهم هم على الحاجات قد فطروا
فلا غنىّ سوى الرحمن فارض به *** ربّا كريما هو المقصود فادّكروا
قضى بذلك عند الناس كلهم *** شرع الإله وما أعطاهم النظر
إنا جمعنا على توحيد رازقنا *** بلا خلاف على ما أعطت الفكر
وجاء في الوحي منه ما يصدقنا *** فصحّ في العقل ما قد صحح الخبر
وقال أيضا:

شمّر فإن صفات القوم تشمير *** ولا لقول على ما فيه تشطير
ولتأت بالكل إنّ الكل مطلب من *** أوحى إليك به فالأمر تشمير
من يأت بالنص والإجمال يطلبه *** قد جاء بالنصّ لكن فيه تقصير
إذا أتيتم بما يرضي نفوسكم *** دون الإله به فأنت مغرور
ما بين عدل وفصل حكم خالقنا *** فينا وللفصل دون العدل تقدير
كذا أتتنا نصوص العدل مخبرة *** من الإله بما فيه التباشير
وقال أيضا:

عبدت اللّه لم أعبد سواه *** فما معبودنا إلا الإله


1) الفناء: قيل: هو الانقطاع عن الخلق أو هو سقوط الأوصاف المذمومة.

2) تعنو: تخضع.


- الديوان الكبير - الصفحة 408


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!