موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم أبو بكر بن محمد بن علي بن جعفر الكتاني (رضي الله عنه)

أصله من بغداد، وصحب الجنيد، والنوري، وأبا سعيد الخراز، وأقام بمكة، وجاور بها إلى أن مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وكان أحد الأئمة المشار إليهم في علم الطريق، وكان المرتعش رضي الله عنه يقول: الكتاني سراج الحرم.

ومن كلامه رضي الله عنه إذا سألت الله التوفيق فابتدر العمل، وكان يقول: كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك، وكان يقول: روعة عند انتباه من غفلة، وانقطاع عن حظ نفس، وارتعاد من خوف قطيعة أفضل من عبادة الثقلين، ونظر مرة إلى رجل شيخ كبير يسأل الناس، فقال هذا رجل ضيع أمر الله في صغره فضيعه الله في كبره، وكان يقول: إذا صحت مرتبة الافتقار إلى الله تعالى صحت العناية لأنهما حالان لا يتم أحدهما إلا بصاحبه، وكان يقول: الشهرة زمام الشيطان، ومن أخذ بزمام الشيطان كان عنده، وسئل عن السنة التي لم ينازع فيها أحد من أهل العلم فقال الزهد في الدنيا، وسخاوة النفس، ونصيحة الخلق، وسئل عن الزهد في الدنيا ما هو؟ فقال: هو سرور القلب بفقد الشيء؛ وملازمة تحمل الأذى من جميع الخلائق، وكل شيء أتاه منهم يقول: أنا أستحق أعظم من ذلك، ويرى أنه اسحق النار، وصولح بالرماد.

وقيل له: من العارف؟ فقال: من وافق معروفه في أوامره، ولم يخالفه في شيء من أحواله، ويتحبب إليه بمحبة أوليائه، ولا يفتر عن ذكره طرفة عين، وكان يقول: الصوفية عبيد الظواهر أحرار البواطن، وكان رضي الله عنه يقول: حقائق الحق إذا تجلت لسر أزالت عنه الظنون، والأماني لأن الحق إذا استولى على سر قهره، فلا يبقى لغيره معه أثر، وكان يقول: العلم بالله من أتم العبادة له، وكان يقول: إن الله نظر إلى طائفة من عبيده فلم يرهم أهلا لمعرفته فشغلهم بخدمته، وكان يقول: كنا معاشر الفقراء في بداية أمرنا نصلي إلى الصباح بوضوء العشاء فإذا وقع منا أن أحداً ينام نراه أفضلنا، وكان يهجر الفقير إذا بلغه أنه مشى خطوة في طلب الدنيا، ويقول: هذا خروج عن الطريق. وإنما شأن الفقير أن تتبعه الدنيا، وكان رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله أدع الله لي أن لا يميت قلبي، فقال: قل في كل يوم أربعين مرة يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، وكان يقول: رأيت في المنام حوراء فقلت لها من أنت فقالت: من حور الجنة فقلت: زوجيني نفسك فقالت: اخطبني من سيدي قلت لها فما مهرك قالت: حبس نفسك عن مألوفاتها، وكان رضي الله عنه يقول: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب والنجباء مصر، والأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، والغوث مسكنه بمكة فإذا عرض حاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد ثم الغوث فلا يتم الغوث مسألته حتى تجاب دعوته، وكان يقول: الأنس بالمخلوقين عقوبة، والقرب من الدنيا وأبنائها معصية، والرون إليهم مذلة، وكان يقول: العبادة اثنان وسبعون باباً، أحد وسبعون منها في الحياء من الله عز وجل وواحد في جميع أنواع البر وكان يقول: يقول الله تعالى: " ما من عبد أصبح في الدنيا وفي قلبه همان إلا وأنا منه بريء هم المعاصي وهم المال رضي الله عنه " .


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!