
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن سالم بن خالد السلمي رحمه الله تعالى
وهو جد الشيخ أبي عبد الرحمن شيخ القشيري صحب أبا عثمان رضي الله عنه، وكان من أكبر أصحابه ولقي الجنيد وكان من أكبر مشايخ وقته، وله طريقة ينفرد بها عن تلبيس الحال، وصون الوقت، وهو آخر من مات من أصحاب أبي عثمان في سنة ست وستين وثلاثمائة، وسمع الحديث ورواه، وكان ثقة.
ومن كلامه رضي الله عنه كل حال يكون نتيجة علم فإن ضرره على صاحبه أكثر من نفعه، وكان رضي الله عنه لقول: من كرمت عليه نفسه هان عليه دينه، وكان يقول: من لم تهذبك رؤيته فاعلم أنه غير مهذب، وكان رضي الله عنه يقول: لا يصفو لأحد قدم في العبودية حتى تكون أفعاله كلها عنده رياء، وأحواله كلها عنده دعاوى.
وكان رضي الله عنه يقول: إذا أراد الله بعبده خيراً رزقه خدمة الصالحين والأخيار، ووفقه لقبول ما يشيرون به عليه، وسهل عليه سبيل الخيرات، وحجبه عن رؤيتها، وقيل له من أين تتولد الدعاوى فقال من الاغترار، وتشويش الأسرار، وكان رضي الله عنه يقول: إنما تتولد الدعاوى من فساد الابتداء فمن صحت بدايته صحت نهايته، ومن فسدت بدايته فربما هلك في حال من أحواله، وكان رضي الله عنه يقول: الملامتي لا يكون له دعوى قط لأنه لا يرى لنفسه شيئاً يدعي به، وكان يقول: أحترم عامة المسلمين، ولا تتصدر في أمر ما أمكنك، وكن خاملا في الناس فبقدر ما تتعرف إليهم وتشتغل بهم تضيع حظك من أوامر ربك، وكان يقول: من أظهر محاسنه لمن لا يملك ضره، ولا نفعه فقد أظهر جهله، وكان رضي الله عنه يقول: من استقام حد الاستقامة لا يعوج به أحد، ومن اعوج لا يستقيم به أحد رضي الله عنه.
![]() |
![]() |