ومنهم أبو العباس أحمد بن محمد الدينوري رحمه الله تعالى آمين
صحب يوسف ين الحسين، وعبد الله بن الخراز، وأبا محمد الجريري، وأبا العباس بن عطاء، ولقي رويما وورد نيسابور، إلى سمرقند، ومات بها بعد الأربعين والثلاثمائة، وكان رضي الله عنه يقول: العلماء متفاوتون في ترتيب مشاهدات الأشياء فقوم رجعوا من الأشياء إلى الله فشاهدوا الأشياء حيث الأشياء ثم رجعوا عنها إلى الله، وقوم رجعوا من الله إلى الأشياء من غير غيبتهم عنه فلم يروا شيئاً إلا ورأوا الحق قبله، وقوم بقوا مع الأشياء لأنهم لم يكن لهم طريق منهم إلى الله، وكان يقول عن أهل زمانه نقضوا أركان التصوف، وهدموا سبيلها، وغيروا معانيها بأسام أحدثوها سموا الطمع زيادة، وسوء الأدب إخلاصاً، والخروج عن الحق شطحاً، والتلذذ بالمذموم طيبة، واتباع الهوى ابتلاء، والرجوع إلى الدنيا، وصولا، وسوء الخلق صولة، والبخل حلاوة، والسؤال عملا، وبذاءة اللسان سلامة، وما كان هكذا طريق القوم إنما درجوا على الحياء، والأدب، والزهد في الحظوظ. رضي الله عنهم أجمعين.