موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم أبو عبد الله محمد بن الحسن الروغندي (رضي الله عنه)

من أجلة مشايخ طوس صحب أبا عثمان الحيري، وطائفة من طبقته من المشايخ، وكان قد صار أوجد وقته في طريقته، وظهرت له آيات، وكرامات، وكان مجرداً على الحال كبير الهمة.

مات بعد الخمسين والثلاثمائة، وكان رضي الله عنه يقول: من ترك الدنيا للدنيا فهو من علامة حبه جمع الدنيا، وكان رضي الله عنه يقول: من ضيع حق الله تعالى في صغره أذله الله في كبره.

قلت: محل ذلك إذا لم يقع منه توبة مقبولة، ومعنى إذلال الله له استحقاقه للإذلال وقد لا يقع وكان رضي الله عنه يقول: إياك والتمييز في الخدمة فإن أرباب التمييز قد مضوا أخدم الكل ليحصل لك المراد، ولا يفوتك المقصود، وما رأينا أحداً خدم الفقراء إلا ولحقته بركاتهم، وربح العز في الدنيا قبل الآخرة، وكان رضي الله عنه يقول: الزاهد في حظ نفسه والصوفي في حظ ربه، وكان رضي الله عنه يقول: ينزل الله عز وجل على كل عبد من البلاء بحسب ما وهبه من المعرفة في ذلك لتكون معرفته عوناً له على بلائه فأعلاهم معرفة أكثرهم بلاء، وأقلهم معرفة أقلهم بلاء، وكان رضي الله عنه يقول: ما جزع النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا لأمته فإنه بعث بالرأفة، والرحمة فكان إذا كوشف له عن أمته أنهم يقعون في مخالفة جزع لهم، وعليهم قال تعالى: " عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " " التوبة 128 " وكان رضي الله عنه يقول: لا تصح الأحوال إلا إن كانت عن نتائج العلم فلولا العلم ما خاف القلب، ولا اطمأن، ولا سكن رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!