ومنهم أبو الحسن علي بن بندار بن الحسين الصوفي
هو من أجلة مشايخ نيسابور، ومقدميهم رزق من رؤية المشايخ، وصحبتهم ما لم يرزق غيره صحب بنيسابور أبا عثمان ومحفوظاً، وببغداد الجنيد، ورويما، وسمنوناً، وابن عطاء، والجريري، وبالشام المقدسي، وابن الجلاء، وبمصر أبا بكر المصري، والزقاق، والروذباري، وكتب الحديث الكثير، ورواه، وكان ثقة، وكان يقول لمن يدخل بلده، ويبدأ بالمحدثين، والعلماء قبله شغلتك السنة عن الفريضة لأن الصوفية ينظفون محل العلم من قلبك ليصلح قلبك لإقامة العلم فيه، وسئل رضي الله عنه عن التصوف فقال هو إسقاط رؤية الخلق ظاهراً، وباطناً، وكان رضي الله عنه يقول: فساد القلوب على حسب فساد الزمان، وأهله وكان رضي الله عنه يقول: لا يكمل الفقير حتى يكتم فقره، ويكتم عن إخوانه رضاه به، وأنسه، وفرحه به، وكان رضي الله عنه يقول: زمان يذكر فيه أمثالنا بالصلاح لا يرجى فيه الصلاح، وكان إذا لقي أحداً ممن لقي من المشايخ من لم يلقه يقبل يده ولا يمشي إلا وراءه، ويقول: إنك لقيت فلاناً، وأنا لم ألقه. رضي الله عنه.