
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم سيدي الشيخ أبو بكر الدقدوسي رضي الله تعالى عنه
شيخ سيدي عثمان الخطاب رضي الله عنهما، كان رضي الله عنه من أصحاب التصريف النافذ، وكانت الأعيان تقلب له. حكى لي شيخ الإسلام الشيخ نور الدين الطرابلسي الحنفي رحمه الله تعالى قال: أخبرني سيدي عثمان الخطاب رحمه الله تعالى أنه حج مع سيدي أبي بكر رضي الله عنه سنة من السنين فكان الشيخ يقترض طول الطريق الألف دينار فما دونها على يدي فإذا طالبني الناس أجيء إليه فأخبره بذلك فيقول له: عد لك من هذا الحصا بقدر الدين فكنت أعد الألف حصاة، والخمسمائة، والمائة والأربعين والثلاثين، وأذهب بها إلى الرجل فيجدها دنانير قال: فلما دخلنا مكة كان الشيخ رضي الله عنه يضع كل يوم سماطاً صباحاً، ومساء في ساحة لا يمنع أحداً يدخل، ويأكل مدة مجاورته بمكة قال: وهذا أمر ما بلغنا فعله لأحد قبل سيدي أبي بكر.
وكان له صاحب يصنع الحشيش بباب اللوق فكان الشيخ رضي الله عنه يرسل إليه أصحاب الحوائج فيقضيها لهم قال: سيدي عثمان رضي الله عنه فسألته يوماً عن ذلك، وقلت المعصية تخالف طريق الولاية فقال: يا ولدي ليس هذا من أهل المعاصي إنما هو جالس يتوب الناس في صورة بيع الحشيش فكل من اشترى منه لا يعود يبلعها أبداً هكذا أخبرني سيدي نور الدين الطرابلسي عن سيدي عثمان رحمه الله تعالى.
![]() |
![]() |