ومنهم الشيخ علي الدويب رحمه الله تعالى آمين
بنواحي البحر الصغير: كان رضي الله عنه من الملامتية الأكابر، وأرسل لي السلام مرات، ولم أجتمع به إلا في النوم، ذلك أني سمعت قائلا يقول لا إله إلا الله على الدويب قطب الشرقية، وما كنت سمعت اسمه فسأله جماعة الشيخ محمد بن عثمان فأخبروني به، وقالوا له: موجود، وهو شيخ لشيخ محمد العدل الطناحي، وكان يلبس عمامة الجمالين ونعلهم، وعمر أكثر من مائة سنة رضي الله عنه، وكان مقيماً في البرية لا يدخل بلده إلا ليلا، ويخرج قبل الفجر، وكان رضي الله عنه يمشي على الماء في البحر، وما رآه أحد قط نزل في مركب، وجاء إلى مصر أقام بها عشرين سنة، وكان لم يزل واقفاً تجاه المارستان بين القصرين من الفجر إلى صلاة العشاء، وهو متلثم وبيده عصا من شوم ثم تحول إلى الريف وظهرت له كرامات خارقة للعادة وكان رضي الله عنه يقول: فلان مات في الهند أو في الشام أو في الحجاز فبعد مدة يأتي الخبر كما قال: الشيخ، ولما مات رأوا في داره نحو المائة ألف دينار، وما علموا أصل ذلك، فإنه كان متجرداً من الدنيا، فأخذها السلطان. مات رحمه الله بالقباب بالشرقية، ودفن في داره رحمه الله سنة سبع، وثلاثين وتسعمائة رضي الله عنه.