إيجازُ البَيَانِ عَنْ سِيرَةِ فَضِيلةِ الشَّيْخِ رَمَضَانْ
حَيَاةٌ لا مَوْتَ فِيهَا وَمَوْتٌ لا حَيَاةَ فِيه
3- معارضة والده لحضوره دروس الشيخ:
![]() |
![]() |
3- معارضة والده لحضوره دروس الشيخ:
ذكرنا في بداية هذا الفصل أعلاه أنَّ صبحي ديب، رحمه الله، كان حازماً وشديداً، فكان يرفض بشكل قاطع أن يذهب أبناؤه إلى الشيخ، خاصة بعد أن سمع بالإشاعات التي أثارها حوله بعض الخطباء من أنه يأمر مريديه بتقبيل يده وغير ذلك مما لا يمتُّ للحقيقة بشيء، ومم كان يستعظمه أبو سليمان والد الشيخ رمضان الذي كان معروفاً بالشدَّة والعزة والشهامة. من أجل ذلك بقي الشيخ رمضان حوالي سبع سنوات يحضر دروس سماحة الشيخ أحمد بين الفينة والأخرى، من غير أن يُعلم والده بذلك، بل كان والده يظنُّ أنه يقضي ذلك الوقت في المقهى!
بعد أن تعرَّف على شيخه وأصبحت علاقته به قوية، قرَّر أنْ يدعو أصحابه ومعارفه للذهاب معه، فأحضر معه أخاه الشيخ رجب، وكان عمره ثلاث عشرة سنة، وذلك في بداية الأربعينيات. فلم علم والده بذلك غضب غضباً شديداً، لأنه كان يعتقد جازماً أن ابنه قد انحرف عن جادة الصواب. لكنَّ ذلك لم يكن ليثني الشيخ رمضان عن هذا الطريق الذي هداه الله إليه، فظلَّ يتردد على سماحة الشيخ أحمد كفتارو الذي أصبحت دعوته تأخذ صدىً كبيراً وبد الناس يجتمعون حوله.
وبدءً من سنة 1363هـ/1944م، بَعد المداومة على حضور دروسه في جامع أبو النور، وبعد أن أدرك نُبل الغايات التي يسعى إليها سماحته والآمال التي كان يرجو تحقيقها، أصبحت علاقة الشيخ رمضان بشيخه وأستاذه سماحة الشيخ أحمد كفتارو، قدَّس الله سرَّه، علاقة متينة وبدأت تأخذ منحى الجدِّيَّة والالتزام الكامل، حتى أنَّ سماحة الشيخ سئل مرّةً إن كان الشيخ رمضان يحبُّه، فقال: لو أمكن لظلِّي أن يفارقني في وضح النهار فإنَّ الشيخ رمضان لن يفارقني.
![]() |
![]() |






