موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الإسفار عن نتائج الأسفار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

سفر الهداية وهو سفر إبراهيم الخليل عليه السلام

 

 


 ( إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ )فاضافه بفداء ابنه لما نزل عليه لان اللذة انما تعظم على قدر الغصة ثم إنه لما بشر في إجابة دعائه

في قوله ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ )ابتلى فيما بشر به لأنه سأل من اللّه سواه واللّه غيور فابتلاه بذبحه وهو أشد عليه من ابتلائه بنفسه .

وذلك أنه ليس له في نفسه منازع سوى نفسه فبأدنى خاطر يردها فيقل جهاده وابتلاءه بذبحه ابنه ليس كذلك لكثرة المنازعين فيه فيكون جهاده أقوى ولما ابتلى بذبح ما سأله من ربه وتحقق نسبة الابتلاء وصار بحكم الواقعة

فكأنه قد ذبح وان كان حيا بشر بإسحاق عليه السلام من غير سؤال فجمع له بين الفداء وبين البدل مع بقاء المبدل منه فجمع له بين الكسب والوهب فالذبح مكسوب من جهة السؤال وموهوب من جهة الفداء فان فداءه لم يكن مسؤولا وإسحاق موهوب .

ولما كان إسماعيل قد جمع له بين الكسب والوهب في العطاء فكان مكسوب موهوبا لأبيه فكانت حقيقة كاملة

لذلك كان محمد صلى اللّه عليه وسلم في صلبه بل لكون محمد صلى اللّه عليه وسلم في صلبه صح الكمال والتمام لإسماعيل

فكانت في شريعتنا ضحايا نافداء لنا من النار فمن طلب سفر الهداية من اللّه فليتحقق عالم خياله ، فان الحقائق لابد أن تنزل عليه فيه وهو منزل صعب لأنه معتبر ليس مطلوبا لنفسه وانما هو مطلوب لما قصب له ولا يعبره الا رجل ولهذا سمى تأويل الرؤيا عبارة لان المفسر يعبر منها إلى ما جاءت له كما عبر النبي صلى اللّه عليه وسلم من القيد إلى الثبات في الدين ومن اللبن إلى العلم .

فإذا وصل وجد فلو عبر الخليل عليه السلام من ابنه إلى الكبش لرأى الفداء قبل حصوله وكان يمتثل الامر فارغ القلب لمعرفته بالمآل ولكن ظلمة الطلب والسؤال من ربه غير ربه منعه من العبور لان الظلمة يتعذر العبور فيها لأنه لا يدرى اين يضع قدمه ولم تكن أيضا تحصل له تلك اللذة التي حصلت له

ولا ذاك الامتنان الإلهي المشهود وكان الفداء بالحمل الذي هو بيت شرف الوسط وروح العالم لأنه اشرف البيوت فكان بدلا من جسده لامن روحه لاشتراكهما في النسبة فان الذبح لا يقع الا في الجسم والهدم والخراب لا يقع الا في البيوت .

فإذا سافر الانسان في عالم خياله جازه إلى عالم الحقائق فرأى الأشياء على ما هي عليه وحصل له الوهب المطلق الذي لا يتقيد بكسب وصار يأكل من فوقه بعد ما كان يأكل من تحت رجله ولما كان الوهب يبقيك بخلاف المشاهدة كان سحقا ولم يكن محقا فان المسحوق مفرق الاجزاء فهو ابعد من حال المحق ولولا ما علق السؤال أولا بقوله ( هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ )لكانت البشرى بالمشاهدة لا بإسحاق فاسحاق إسحاق السائل بسؤاله الكون من محق العين اى ابعده وكانت إشارة إلى مقام البعد المحال فان الأمور الإلهية لا تنزل ابدا الا بحسب الاستعداد والمحل هنا غير منجرد اليه فكيف بهبة العين وهو غير قابل والواهب عليم حكيم والوقت قاض والابن من عالم التبديل .سفر الاقبال وعدم الالتفات

وهو سفر لوط إلى إبراهيم الخليل عليه السلام واجتماعه به في اليقين

الخبر المروى في ذلك معلوم محفوظ عند العلماء وروحه فينا هو المطلوب لن في الاعتبار .

اعلم أن اسم لوط اعني هذه اللفظة اسم شريف جليل القدر لأنه يعطى اللصوق بالحضرة الإلهية ولهذا قال ( أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ )

يريد القبيلة لانى لا أستطيع الانتقال من الركن الإلهي إلى الركن الكوني وقد شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بذلك

فقال يرحم اللّه اخى لوطا لقد كان ياوى إلى ركن شديد

فنعم الشاهد والمشهود له فلاستناده اليه ولصوقه به في علم اللّه سمى لوط لم يضف إلى غيره وجعل له السرى لأنه سفر في الغيب إذ لفظ السرى لا يطلق الاعلى سير الليل ففي الاعتبار لا في التفسير قيل له أسر باهلك اى بجميع ذاتك فشاهد الحقائق كلها الا امرأتك فاعتبرناها فينا الامر بترك نفسه الامارة بالسوء التي لاحظ لها في المعارج العلى المعنوية وسار إلى اليقين وهو موضع معروف سمى بهذا الاسم وفيه كان ينتظره إبراهيم الخليل عليه السلام لأنه موطنه ولهذ

قال صلى اللّه عليه وسلم نحن أولى بالشك من إبراهيم في اليقين

فحصل ذلك المقام للنبي لوط عليه السلام وفي الصبح جاء اليقين له لأنه طلوع الشمس وكشف الأشياء عينا بعد ما كانت غيبا فاعطت اليقين بلا شك ولا ريب .

فهذا أنموذج من ذلك اى حظنا من سفر لوط وكذلك كل سفر أتكلم فيه انما أتكلم فيه في ذاتي لا اقصد التفسير تفسير القصة الواقعة في حقهم ، وانما هذه الاسفار قناطر وجسور موضوعة نعبر عليها إلى ذواتنا وأحوالنا المختصة بن

فان فيها منفعتنا إذ كان اللّه نصبها معبرا لنا وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فوادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى

فما أبلغ قوله تعالى وجاءك في هذه الحق وقوله ، وذكرى لما فيك وما عندك بما نسيته فيكون هذا الذي قصصته عليك يذكرك بما فيك وما نبهتك عليه فتعلم انك على كل شئ وفي كل شئ ومن كل شئ .

شعر

فانى وان كنت من كل شئ * فانى مع الحق في كل شئ

فانى ظل به ظاهر * وان كنت ظلا فانى لفى

فعين هبوطى صعودى اليه * بسعد السعود لدى كل حي

فقد زاد رشدى على كل رشد * كما زاد غيى على كل غى

كما هو مع كل ميت وحي * كذا هو في كل نشر وطي

واللّه يقول الحق وهو يهدى السبيل .


mdtxDk12MpU

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!