موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب العظمة

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

1 - حضرة تميّز الأول باب أوله باء ، وآخره ميم

 

 


ولما كانت الباء أول موجود مقيّد ، وكانت في المرتبة الثانية من الوجود . كان لها العمل في عالم الكون السّفلي .

فأول معمول يليها هي الحاكمة عليه بالذات .

ثم إذا كان معمولا ممن يطلب وجودا آخر يستند إليه ، عمل فيه ذلك الاستناد عمل الباء ، وإن اختلف وجه الحكم ؛ فصورة العمل واحدة .

غير أن في هذا الباب الذي في هذه الحضرة ، أربع كلمات قدسية:

اسم الاسم وهو مكون الباء .

ثم الاسم : وهو مكون اسم الاسم .

ثم كلمة العموم الإيجادي .

ثم كلمة الاختصاص .

 

وهذه الكلمات كلها ( صدرت على حكم الكون الأسفل ، مع علوها ورفعتها ، ولهذه الكلمات الوجودية ) عشرون شخصا . منهم أموات ، وأحياء ، ونوّم .

 

فالأحياء : عشرة أشخاص ، منهم ستة حياتهم سفلية ، وأربعة حياتهم برزخية ، وما فيهم من له حياة علوية .

والأموات : ثمانية .

والنّوم: اثنان .

ولكل واحد من هؤلاء الأشخاص منازل يعرفون بها ، ومن هذه المنازل يكون لهم الحكم في العالم.

فالحيّ الأول : له منزلتان .

والثاني : له أربعون منزلة

والثالث : له خمس منازل .

والرابع : له خمسون منزلة .

والخامس : له ثماني منازل .

والسادس: له أربعون منزلة .

وهذه منازل أهل الحياة السفلية.

وأمّا أهل الحياة البرزخية :

فالأول : له ثلاثون منزلة .

والثاني : له مائتا منزلة .

والثالث : له أربعون منزلة .

والرابع : له مائتا منزلة .

 

والميّت :

الأول : له منزلة واحدة .

والثاني : له ثلاثون منزلة .

والثالث : له منزلة واحدة .

والرابع : له ثلاثون منزلة .

والخامس : له منزلة واحدة .

والسادس : له منزلة واحدة .

والسابع : له ثلاثون منزلة .

والثامن : له عشر منازل .

 

والنائم الأول : له ثلاث مائة منزلة .

والنائم الثاني : له ثمانية منازل .

فإذا مرّ السالك على هؤلاء الأشخاص أفاده كل شخص من العلوم والأسرار على قدر منازله .

فأول ما يمر على الحي الأول ، ثم على النائم الأول ، ثم على الحي الثاني ، ثم على الميت الأول ، ثم على الميت الثاني ، ثم على الحي الثالث ، ثم على الحي الرابع ، ثم على الميت الثالث ، ثم على الميت الرابع ، ثم على الحي الخامس ، ثم على النائم الثاني ، ثم على الحي السادس ، ثم على الميت الخامس ، ثم على الحي السابع ، ثم على الميت السادس ، ثم على الميت السابع ، ثم على الحي الثامن ، ثم على الحي التاسع ، ثم على الميت الثامن ، ثم على الحي العاشر.

 

فليلزم السالك مع هؤلاء الأشخاص الروحانيين ، إذا مرّ بهم في سفره الروحاني ما يستحقون من الآداب .

فإن للحي آدابا تخصّ حضرته ، وللميت كذلك ، وللنائم كذلك .

وإذا تلقى السالك منهم أسرارهم ، وما يهبونه من الحكم الإلهية ، يتلقاها بالقبول والتسليم .

فإنها من العلوم الإلهية الرفيعة المنار ، المحرقات سبحاتها ، والظاهرة آياته.

وجماع أدبه أن يلقي السمع وهو شهيد . فإذا تميّز في هذه المشاهدة غاب ثمّة المشهود في الشاهد .

عرف حينئذ خلاف علماء الكشف الإيماني في هذا الباب لماذا يرجع .

فإن طائفة من أهل الكشف الإيماني ألحقت هذا الباب بمقام العظمة ،

وقالت:  إنه جزء منها ووصف لها ، ولا بد .

وطائفة قالت : إنه ليس من مقام العظمة ، ولكنه مفتاح لكل مقام إلهي ، إلّا لمقام القهر والغلبة ، فإنه يناقض معناه .

فلعدم المناسبة لم يصح أن يكون له مفتاحا أصلا . غير أن في هذا الباب ثلاثة أشخاص لم تدركهم المشاهدة لأنهم في حال فناء محقق.

ومعنى قولي : الفناء المحقق تحرز من الفناء غير المحقق . والفرق بينهما : أن الفناء المحقق : كما يفنى صاحبه عن شهود نفسه .

كذلك يفنى عنه الغير ، لتحققه بحالة الفناء ؛ فلا تظهر له صورة أصلا مشهودة ، لغلبة الحق عليه ظاهرا وباطنا ، فلا يرى كما أن الحق لا يرى .

والفناء الذي هو غير المحقق:

يفنى عن نفسه ، وصورته ظاهرة لغير جليسه فقد استحكمت المشاهدة على باطنه خاصة .

ومقام الفناء المحقق : يكون في الدار الآخرة مطلقا لكل مشاهد ، لأن المشاهدة هناك تعم ذات المشاهد . وهنا ليس كذلك في حق كل شخص .

فهؤلاء الثلاثة أشخاص المغيّبون على هذه الحالة . فإن أردت أن تعرف أماكنهم ، فانظر الواحد منهم بين الحي الأول والنائم الأول تثبّت هناك عسى تشملك بركة غيبته . وما له سوى منزل واحد.

وأمّا الثاني فمكانه من الحي الثالث والرابع ، فتثبّت هناك أيضا طالبا بركته ، وما له سوى منزل واحد.

وأمّا الثّالث : فمكانه بين الحي الرابع والميت الثالث فتثبت هناك قليلا . وله ست منازل . وهو أخفى من صاحبيه . فإنه ما ثم ما يدل عليه ألبتّة . لأنه هو الدليل على نفسه .

فجماعهم ثلاثة وعشرون شخصا لا غير فإذا أحكم الإنسان مسائل هذا الباب وتحققها وقبلها علما .

أحاط علما بأمور تكاد لا تتناهى ، فأحرى بالموجودات .

وقد أشبعنا القول في هذا الباب في كثير من كتبنا على ضروب مختلفة .

وهذا الكتاب من الفتوحات فهو جار على ما أعطاه الفتح الإلهي المكي . وإن قيدناه في غيره فالتنزل لها وبقوتها .

واعلم :

أن هؤلاء الأشخاص وإن كانوا ثلاثة وعشرين فليسوا من جنس واحد بل من عشرة أجناس .

ومعنى أجناس حضرات إلهية . صدر كل جنس عن حضرة مخصوصة بإذن اللّه .

فمنهم من ظهر من جنسه شخص واحد فصاعدا ، فمنها حضرة البهاء ، والرفعة ، والشرف ، والإنيّة ، واللطف ، والهوية ، والحياة ، والنور ، والرحمة ، واليمن.

فالحي الأول : من حضرة البهاء .

والنائم الأول : من حضرة الرفعة .

والحي الثاني والسادس والعاشر من حضرة الشرف .

والميت الأول والثالث والخامس والسادس والفانين المحققين من حضرة الإنيّة .

والميت الثاني والحي الثالث والميت الرابع والسابعمن حضرة اللطف .

والحي الرابع : من حضرة الهوية .

والحي الخامس والثامن : من حضرة الرحمة .

والنائم الثاني والحي التاسع من حضرة الحياة .

والحي السابع : من حضرة النور .

والميت الثامن : من حضرة اليمن .

والفاني الثالث : من حضرة أخرى خلاف هذه العشرة وهي حضرة الوقاية ولها اسم الواقي مهيمن عليها .

فإذا أردت أن تعرف كم مسألة إلهية في هذا الباب فانظر ما يجتمع لك من المنازل التي فيه .

فهي عيون المسائل مع أعداد الأشخاص ضعفين من أجل نعوتهم بالحياة والموت والنوم والفناء .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!