المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب العظمة
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
2 - باب من الحضرة عينها أوله ألف ، وآخره نون وهو الباب الثاني من سبعة أبواب من هذا الكتاب
ولمّا كان هذا الكتاب يتضمن مقامات السبعة الأبدال لهذا بيّنّاه على سبعة أبواب . وهؤلاء الأبدال وإن كانوا سبعة فمنهم أربعة هم أوتاد الأرض .
وهؤلاء الأوتاد وإن كانوا أربعة . فمنهم القطب والإمامان .
وقد تكلمنا في حقيقة القطب والإمامين في كتاب « منزل القطب والإمامين »من « الفتوحات المكية » ، ونبهنا على طرف منه في كتاب " مواقع النجوم " .
فالقطب : يحفظ المركز .
والإمام الأيمن : يحفظ عالم الأرواح .
والإمام الأيسر : يحفظ عالم الأجسام .
والأوتاد الأربعة : يحفظون الشرق والغرب والجنوب والشمال .
والأبدال السبعة : يحفظون أقاليم الكرة علوا وسفلا فهم سبعة بالشخص ، وأربعة عشر بالحكم .
فأول هذا الباب ألف المدح ، وآخره نون الكون ويتصرف الثناء بين المكوّن والمكوّن فيثني المكوّن على المكوّن فثناؤه على نفسه . ويثني المكوّن على المكوّن حقيقة ويجني ثمرة ثنائه بما يليق بحقيقته .قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ[ الإسراء : 84 ].
فثناء المكوّن قول القائل :فإذا مدحت فإنّما أثني على نفسي * فنفسي عين ذات ثناءوثناء المكوّن قول الآخر :إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت الّذي تثني فوق الّذي نثني لكن الثناء على الألوهية بالربوبية من أعجب ما سمعته الآذان وسطرته الأقلام.
ولكن لما قامت الألوهية هنا مقام الذات ، ونابت منابها ؛ لأنها الوصف الأخص والنعت الأعلى ، والاسم الأسنى لذلك أثنى عليها بالربوبية وغيرها من أسماء الثناء كالملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، إلى غير ذلك .
هذا وإن كان الثناء من المكوّن بأي اسم كان . فإن كل كون يكون حظه من الثناء بذلك الاسم على قدره في علمه بمنشئه من وجه حقه لا من وجه سببه ، وقدره في علمه راجع إلى قدر قبوله ، وقبوله على قدر استعداده .
واستعداده الأكمل على قدر نشأته ، مفردا كان أو مركبا، ذا جسم أو غير جسم
والعالم كله أعلام منصوبة للدلالة عليه سبحانه من حيث ما هو ناصب لها ومن حيث ما أودع فيها ، لا من حيث ما هو عليه تعالى ، ومن حيث ما يعرف نفسه.
لأنه يتقدس ويتعالى عن تعلّق الأفكار به ، وتحصيلها له عند منتهى سفرها وإلقائها عصا تسيارها ، فإنها ما انتهت في سفرها ،
وما ألقت عصاها بعدما وفّت حقيقتها في المطلب ، إلّا في بحر العجز والحيرة ، وخلف حجاب العزّة والغيرة ، ولكن نعم ما سافرت هذه الأفكار ، ونعم ما حصلت في طريقها من الأسرار ،
لكن ما أوتي عليها إلّا من مفارقة ذاتها وجولانها في غير ميدانها ، والمطلوب إليها أقرب من حبل الوريد .
وقد قال القائل :
قد يرحل المرء لمطلوبه ... والسّبب المطلوب في الرّاحل
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ[ السجدة : 17 ]
هو قرة الأعين ، وشفاء لما في الصدور ، من علل طلبه والبحث فيما لا مبحث فيه . فلو سكنت لرأته منها مخبرا عنها ، وله ما سكن لا لغيره . ولغيره ما لم يكن لا له . فهو أغنى الشركاء عن الشرك.
من قال هذا للّه ولوجوهكم فهو لوجوهكم ليس للّه منه شيء .
لا تقبل الحضرة الإلهية حكما دنّسه الكون بظهوره فيه شركا .
يا ناظرا لحكمة من خارج .... إنسانك الحكمة يا ناظر
يقول العبد :
الكبرياء للّه ، والعظمة للّه ، أو الحمد للّه .
فيأخذها الحق منه ، أخذ عزيز مقتدر ، من عبد لاه غير مفتكر .
عندما يصل النطق إلى لام الخفض من الحمد للّه . يأخذه الحق مقدسا قبل أن يدنسه الكون وتبقى « لاه » صفة محققة للعبد حيث أراد أن يحمده .
وهو غير قادر على ذلك .
فجهل نفسه فكيف يعرف غيره وهذا باب عظيم أسراره كثيرة لولا التطويل لعرفناك بعددها وأشخاصها ونعوتهم وحضراتهم مثل الأول
ولكن مداره من جهة جناب الحق على ثلاثة أقطاب:
* قطب يتضمن أربعين ركنا من أركان المجد .
* وقطب يتضمن ثمانية أركان من أركان الحياة الأزلية.
* وقطب يتضمن أربعة أركان من أركان الديمومة ، فتفيض أركان المجد من سبحاتها على سبحات الديمومة ، فتنتشر على صفاء بحر الألوهية ؛ فيضرب لها شعاع في حقائق الربوبية ؛ فيضيء منها العالم .
فهو النور الذي فيه يسعون ، كما تفيض أيضا أركان المجد من سبحاتها على سبحات الحياة ، فينتشر على صفاء بحر المعرفة الإنيّة.
فيضرب لها شعاع في أكناف الرحمة الإيمانية ، فيكون عنها الوجود المحفوظ.
فهذا روح هذا الباب ومعناه ، لخّصناه لأصحابنا ؛ أهل الكشف والوجود والجمع ؛ ليتحققوا به إذا وقفوا عليه . وباللّه التوفيق .
البحث في نص الكتاب
بعض كتب الشيخ الأكبر
[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]
شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:
[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]
شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:
[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]
بعض الكتب الأخرى:
[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]
بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:
[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]