موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب العظمة

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

5 - حضرة الاشتراك الباب الأول منها أوله ألف وآخره دال وهو الباب الخامس من سبعة 

 

 


 

هذه ألف الالتجاء لحضرة مشاهدة الخطاب.

والدّال : دال العلة التي لها خلق البارىء الكون في مقام جمعية العبد وتعظيمه ، ومقام وحدانية الحق تعالى وعظمته.

قال اللّه تعالى :وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( 56 ) [ الذاريات : 56 ] .

أي : ليتذلّلوا إليّ .

ولا يتحقق العبد بالعبودية التي هي الذلّة إلّا بعد معرفته بنفسه ، أنه مربوب ومقهور مجبور لسيد قادر قاهر يفعل ما يشاء فيعرف ما ينبغي لسيده من أوصاف السيادة والملك ، ويعرف ما ينبغي له من أوصاف العبودية فإذا صحت له هذه المعرفة حينئذ يذل حقيقة حالا وقولا وعقدا لعز سلطان سيده .

فما أبدع قول الحق سبحانه :وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( 56 )[ الذاريات : 56 ] .

ولم يقل إلّا ليعرفون فيعبدوني . ولو قال ذلك لكانت المعرفة به من العلوم الكسبية . والمعرفة به سبحانه ضرورية موجودة في فطر الخلق :لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ[ الروم : 30 ] أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى[ الأعراف : 172 ].

كل مولود يولد على الفطرة .

ولما كانت المعرفة به ضرورية قال ليعبدون فنبّه على السبب الذي أوجد لأجله الثقلين وخرج من هذا الخطاب أمم أمثالنا كثيرون من الروحانيات والعالم الأرضي .

وسبب ذلك أنهم فطروا على المعرفة والعبادة فليس لهم في العبادة كسب ، ولذلك ليس لهم جزاء على أعمالهم .

إنما هي عبودية محضة ، ليس لهم رائحة مشم من الربوبية مثل ما للثقلين.

قال في إبليس :أَبى وَاسْتَكْبَرَ[ البقرة : 34 ].

وفي فرعون :مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ[ غافر : 35 ] .وما ذكر هذا الوصف عن غير الثقلين أصلا.

فإذا كنى العبد عن نفسه بنون نفعل ، فليست بنون التعظيم ، وإذا كنى عن الحق تعالى بضمير الإفراد ، فإن ذلك لغلبة سلطان التوحيد في قلب هذا العبد ، وتحققه به حتى سرى في كليته ، فظهر ذلك في نطقه لفظا كما كان عقدا وعلما ومشاهدة وعينا ، وهذه النون نون الجمع .

فإن العبد وإن كان فردانيّ اللطيفة ، وحدانيّ الحقيقة فإنه غير وحداني ولا فرداني من حيث لطيفته ومركبها وهيكلها وقالبها .

وما من جزء في الإنسان إلّا والحق تعالى قد طالب الحقيقة الربانية التي فيه . إن تلقى على هذه الأجزاء ما يليق بها من العبادات .

وهي في الجملة وإن كانت المدبرة فلها تكليف يخصها يناسب ذاتها . فلهذه الجمعية يقول العبد للّه تعالى :

"لك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، وإياك نعبد » وأمثال هذا الخطاب .

رواه ابن خزيمة . ""... قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته : اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد أن عذابك لمن عاديت ملحق ثم يكبّر ويهوي ساجدا " .""

 

ولقد سألني سائل من علماء الرسوم عن هذه المسألة عينها . كان قد حار فيه.

فأجبته بأجوبة منها هذا فشفى غليله والحمد للّه .

ولهذا الباب أسرار لطيفة ومعان دقيقة أضربنا عن إيرادها في هذا المختصر لأسباب ولكن قد تأتي مفرقة في " الفتوحات " .

فإن هذه « الفتوحات المكية »تضمنت « خمسمائة كتاب وستين كتابا »هذا أحد هذه الكتب ، وهو من فصل المنازل . وهذا الفصل مائة منزل وبضعة عشر منزلا .

كل منزل كتاب ،

وهذا الباب على ثلاثة أقطاب :

قطب يتضمن سبعين ركنا من أركان رفيع الدرجات .

وقطب يتضمن ركنين من البهاء .

وقطب يتضمن أربعة أركان من أركان الديمومية .

 

فتفيض أركان الرفعة من سبحاتها على صفاء نهر المكالمة الإلهية ، الجاري من نهر التوحيد ، فيضرب لها شعاع في زوايا عالم الأمر فيشرق.

ولأجل هذا النور لا يمسهم في عبادتهم لأن هذا النور يحملهم فيها فهم المحمولون ألحقنا اللّه بهم .

ويفيض ركنا البهاء من سبحاتها على صفاء نهر العزّة فينعكس الشعاع عليه .

فيكون انعكاسه سببا لتحقق الأولياء بمقام العبودية والحرية بخروجهم بهذا النور عن رق الأكوان فهم العبيد الأحرار ، الذين ليس لأحد عليهم سلطان .

وتفيض أركان الديمومية من سبحاتها على صفاء نهر الكمال فيضرب له شعاع في زوايا الكون المنفصل فيظهر له بذلك النور عين الجمع والوجود فينغمس فيها فيلحق بالكون المتصل ويزول الشرك .

* إن الكون المنفصل عبارة عن وصف النفس بما ليست عليه.

* الكون المتصل ما له دعوى البتة تلعب به يد الأقدار حيث شاءت لا حراك له ولا سكون من نفسه.

قيل له : أنت . فلم يجب .

قيل له : ما أنت . فلم يجب .

قيل له : فإيش تريد أن تكون ؟

أثبتناك فلم تجب ؟ أو نفيناك فلم تجب ؟ !

فقال فانيا في خطابه عن خطابه بخطاب الأمر للأمر من نفس هذا المختص:

جوابك في كلامك ، وسؤالك .

فإنك أثبتني ونفيتني .

فلو كنت لي مني مثبتا لم تقل أثبتناك .

ولو كنت لي مني منفيا لم تقل نفيناك .

فكيف يجيب من لا ثبوت له ولا انتفاء .

أنت أنت أيها الأمر في أنت وفي أنا .

فأنا غير أنت أيها الأمر وأنت غير أن.

فأنت إذا أنت لأنت ، لا لأنا ، ومن ضرب الواحد في نفسه لم يخرج له سوى نفسه .

فاسأل ولا تسأل فما يجيبك غيرك فذم وامدح ، وهذا المفتاح فمن شاء فليفتح.

واللّه الموفق لا ربّ غيره .

وقد علم كل أناس مشربهم .

 



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!