موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب بلغة الغواص في الأكوان إلى معدن الإخلاص في الإنسان

ينسب خطأً للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل

وإذا فهمت هذه الفصول فارجو أن يستبين لك، أن أعلى مراتب الإنسانية خلافة الله  (سبحانه وتعالى) ، وأعلى مراتب خلافة الله  (سبحانه وتعالى)  الرسالة، وأعلى مراتب الرسالة مرتبة أُولي العزم من الرسل، وهم الذين بُعثوا بالسيف، وأعلى مراتبهم أجمعها دعوة وهي الرسالة المحمدية، ثم بعد الخلافة عن الله، الخلافة عن الرسل - عليهم السلام - والخلافة عن الخلفاء لله، فخلفاء محمد – عليه الصلاة والسلام – بعد خلفاء الله أكمل الخلفاء؛ لأنهم خلفاء أكمل الرسل؛ إلا من جمع بين الخلافة عن الله والخلافة عن الرسول، كهارون  (سبحانه وتعالى)  حين استخلفه موسى، فإن هارون له الخلافة عن الله دون واسطة، والخلافة عن موسى، فهو فيما هو مستخلف فيه خليفة الله من بطن، وخليفة موسى من ظهر، فمن كانت له مرتبة التحقق بالخلافة عن الله مطلقًا، وعن رسول الله ﷺ كعيسى إذا نزل في آخر الزمان، رجح بغيره من النبيين من هذا الوجه، ومن خلفاء الله كالمهدي  (سبحانه وتعالى)  لجمعه الخلافة عن الله، وعن الرسول ﷺ ألا ترى أن الرسول ﷺ، أضاف خلافته إلى الله لا إلى نفسه، حيث قال : «إذا رأيتم الرايات السود تقبل من أرض خُراسان فأتوها ولو حبوًا فإن فيها خليفة الله المهدي»، وأخبر أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطًا، كما مُلِئت جورًا وظلمًا، فأخبر  (سبحانه وتعالى)  بعموم حكمه. وإذا فهمت ذلك، فاعلم أن أول مراتب الخلافة الإنسانية، وأخصها من حيث العموم خلافتك عن الله ورسوله على نفسك، وهذا ما يعبر عنه أصحابنا بملك النفس، ومن بعدها الخلافة على الأهل والولد، والمملوك والخادم والحيوان، ثم هي ترتقي حتى تصل إلى أعلى المراتب، ولا يكمل للخلافة على نفسه من لم تربه العناية الأزلية بنور العقل، الذي هو مناط التكليف، ولا يكمل للخلافة على غيره من لم يكمل للخلافة على نفسه، لما تنطوي عليه الخلافة من الأغراض النفسانية، التي بها تظهر الصفات الإنسانية، التي هي مظاهر الأسماء والصفات الإلهية، المشار إليها بالسعة، حيث وسعه سبحانه قلب عبده المؤمن ولا يكمل للخلافة على مجموع العالم؛ من لم يكمل للخلافة على آحاد العالم، فإن من وضع  في [الظرف]  فوق وسعه قسرًا كسره، ومن حمل الدابة كرهًا فوق حملها قتلها، ولذلك لم يجمع الله الرسالة والملك إلا لداوود وسليمان – عليهما السلام – لقربهما من الكمال المحمدي بالمناسبة الختمية، التي اقتضت التنصيص على خلافة داوود، وتحجر الملك السليماني عن أحد بعده، واختصاصه بالرحمتين في قوله ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل : 30]، وكانت الأمم الأُول، يكون مع كل نبي ملك، فلما تمت الدورة في داوود  (سبحانه وتعالى)  جمع الله له ولولديه الرسالة والملك؛ إذ فيها كان كمال الخلافة، فإنه لم تزل ترتقي بسطًا من آدم في ذريته، إلى عصر داوود  (سبحانه وتعالى)  لأن آدم؛ وإن كان أول مظاهر الكمال الإنساني المعروض ذلك على السموات والأرض، فإنه لم يتمكن من ظهور كمال الخلافة الإنسانية في صورته الجزئية الإبداعية، لأسباب كثيرة منها: قلة وجود المستخلف عليهم من نوعه، إذ لم يكن، ثم الإعداد يسير من ذريته، فلذلك لم تتضمن خلافته الظهور بمرتبة الرسالة، وكان نوح أول من تظاهر بمرتبة الرسالة، فكان حظ آدم  (سبحانه وتعالى)  العلم بالأسماء، وبعض العمل، وكانت العلوم والأعمال مكنوزة فيه بالقوة، من حيث أنه مجموع الذرية، وفيما تناسل من ذريته إلى نوح  (سبحانه وتعالى)  فظهرت فيه بالفعل أول الظهور أيضًا، ثم لم تزل تنبسط وتظهر بحسب استعداد الخلفاء، والمستخلف عليهم في الأكملية، إذ الكمال لها كان في آدم، والأكملية في ذريته بحسب مراتبهم إلى داوود  (سبحانه وتعالى) ، واختلاف مراتبهم بحسب اختلاف مراتب الاعتدال في أمزجتهم، التي هي تعين مراتب أرواحهم، فإن تفاوت الأرواح الإنسانية بحسب تفاوت الأمزجة، وتفاوتها بتفاوت درجاتها في الاعتدال، فإن ظهور الوجود من الغيب إلى الشهادة، كان بتدريج وترتيب، حتى انتهى إلى آدم، فكان كماله، ثم صار الكمال الإنساني الذي هو الخلافة أيضًا؛ يبرز بتدريج بطريق الأكملية من الغيب إلى الشهادة، ومن القوة إلى الفعل، ومن البطون إلى الظهور، حتى تمت مرتبة الخلافة من  حيث الأكملية في داوود  (سبحانه وتعالى) ، فتحقق بالخلافة علمًا وعملاً وحالاً، فوقع النص على خلافته بأوضح من النص على خلافة آدم، ويحله سبحانه في ذلك فإنه ذكر خلافة آدم بقوله سبحانه: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة : 30]، فما نص على اسمه ولا خاطبه بها خطاب المواجهة، مع أنه لا شك في خلافته، ولا نص على أمره بالحكم، كما فعل بداوود  (سبحانه وتعالى)  حيث قال: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ...الآية﴾ [ص : 26]، ثم عظمه فخرج له عن خطاب المواجهة إلى خطاب المغايبة بقوله ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ الآية، لئلا يقول: إنك إن ضللت، فصرح في خلافته، وعرض بخلافة آدم، وعرض في خطيئته، وصرح بخطيئة آدم حيث قال: ﴿فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾ [طه : 117]، وقال : ﴿ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين » وتحقق آدم بالخلافة علمًا وبعض العمل والحال ومع ذلك كان علم داوود أكمل والذي يدلك على ذلك أن المنصوص عليه من علم آدم هو علم الأسماء وإن فتنة آدم كانت من قبل الشيطان والتحذير الإلهي كان منه ثم مع ذلك أثر فيه قول إبليس ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين ﴾ الآية . فطمع في الخلود ورتبة الملائكة وغيره حلفه بعد التحذير منه وبعد أن سجدت له الملائكة أجمعون وبعد أن أُدخل الجنة وقيل له ﴿إنا لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾ وليس كذلك داوود، فإن فتنته كانت من قبل الهوى والهوى له تأثير في العلم وإن كان راجحًا ومن له ذوق فيما ذكرناه يعلم أن أعظم شرائط التحقيق بمرتبة الخلافة وأولها العلم ولذلك لما أشرك الله – سبحانه – سليمان مع داوود وورثه إياه عبر بخلافة سليمان بن داوود بالملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده فقال في ذكر التشريك بينهما ﴿ولقد آتينا داوود وسليمان علمًا ﴾الآية ففضلهما على العالمين، أصله العلم وقال سبحانه حاكيًا عن سليمان ﴿ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء﴾ وقال سبحانه ﴿ وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث نفشت فيه غنم القوم ﴾ الآية ، ثم قال: ﴿وكلًا آتينا حكمًا وعلمًا ﴾.

ثم إن فتنة داوود كانت من كمال العلم، خلاف فتنة آدم فإنها بالعكس؛ ألا تراه غره وقاسمه وأوهمه وهو غير خارج عنه، وليس كذلك داوود، فإن داوود إنما أتي من قبل الهوى في العلم، فإنه لما تحقق بإحصاء التسعة والتسعين اسمًا، ضُرب له مثال ذلك بتزويج تسعة وتسعين زوجة، ثم طمع في تمتم المائة إذ من شأن الكمال من الرسل والأنبياء والأولياء أنهم لا يرون شيئًا متعذر الحصول عليهم بالنسبة إلى قبولهم على الإطلاق، إلا ما أخبرهم الحق سبحانه باستحالة حصوله بأخبار مخصوصة عندهم ليس من قبل الوسائط والمواد، فإذا أخبرهم سبحانه صدقوه وتابوا عن ذلك، ومن هذا الباب كان سؤال موسى الرؤيا على وجه مخصوص وسؤال عُزير عن كيفية الإحياء على وجه مخصوص، فلما أخبر موسى بامتناع ذلك آمن وتاب.

وكذلك داوود لما أراد الله سبحانه إعلامه بأن التحقق بهذا الاسم ممتنع عليه من حيث أن الله لا يغفر أن يشرك به أقام فيه طلب المرأة المعروفة، وضرب له المثل المعروف فكان دخول الفتنة عليه من كمال العلم والتحقق به لكمال الخلافة وقصة آدم بعكس ذلك لأن داوود تحقق بالخلافة علمًا وعملاً وحالاً، والدليل على رجحان علمه ما تسمع أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وقول سيدنا محمد ﷺ في صومه أنه لا أفضل منه، وما جاء عنه في حديث أخذ الذرية أنا الله سبحانه خير آدم بين يديه وهما مقبوضتان، ثم قال: اختر أيهما شئت فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة فبسطهما فإذا فيهما آدم وذريته فرأى أضوائهم أو من أضوائهم فقال: يا رب من هذا؟ فقال: هذا ابنك داوود ... الحديث . وقد جاء عن النبي ﷺ أن الصلاة نور، والصدقة ضياء، والوضوء على الوضوء نور على نور.

ولكمال علم سليمان اختار العلم لما خيره الله بين العلم، والملك، والمال، فاختار العلم، وفي الحديث «بين العلم والنبوة والمال وأعطاه الله العلم والملك والمال لذلك، ولكمال علمهما سخر الله لهما العالم السفلي والعلوي، وأنه لا يشك عاقل أن تسخير العالم السفلى من آثار تسخير العالم العلوي، وعالم أسباب التصريف، فأما السفلى فقد سخر حكمًا في الجن والإنس والطير والوحش وسائر الحيوان حتى سخرت لهما العناصر فسخر لداوود الجبال والحديد، وسخر لسليمان الماء حتى غاص فيه الشياطين، وهذا يجمع تسخير الماء والنار، ولذلك نبه الحق سبحانه على عظمته، فقال: ﴿ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملًا دون ذلك﴾ فأخبر أن عملهم دون الغوص لما فيه من جمع الضدين وسخر له الريح.

فافهم ما ذكرت لك تفهم أن داوود ختم الخلافة الإنسانية الذاتية، فهو مظهر ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ من حيث الرحمة الذاتية، وسليمان شريكه في ذلك إذ هو جزء منه وولده، وزاد عليه بختمية الخلافة الإنسانية الصفاتية، فهو مظهر ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ من حيث الرحمة الصفاتية، التي هي أحكام الرحمة الذاتية، فلذلك انبسط ظهور الخلافة فيه ما لم ينبسط في أبيه، ولا في غيره انبساط الصفة على الموصوف، ولذلك كان له ألف امرأة ما بين مهرية وسرية، ولكمال خلافتهما كانت فتنتهما من قِبل النكاح، ولإبتداء خلافة آدم كانت فتنته من قِبل المطعوم، ولما كان سليمان مشاركًا في الختمية الذاتية، ومتميزًا في الختمية الصفاتية، كان عطاؤه ممزوجًا، فمن حيث الصفة توقف على الدعاء، فقال: ﴿رب هب لى ملكًا﴾ الآية، لأن الصفة حكم على الموصوف، ومن حيث الذات ألهمه الحق الدعاء، وأخبره أنه لا حساب عليه، فقال: ﴿هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب﴾، ومن حيث هو تمام الخلافة الإنسانية وقع التحجير بإجابة دعوته، فعادت الأمور من بعده إلى البطون من الظهور، إذ ليس ثَم إلا ظهورًا من البطون وبالعكس، فما نقص من الباطن أخذه الظاهر وبالعكس، فهذا معنى تعلق الملك السليماني في خاتمة، أي: في ختميته.

فإن فهمت ذلك، فهمت أن الملك السليماني هو كمال الظهور بالخلافة الإلهية، ولهذا قال: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكاً﴾ [ص : 35]، فنكر وخصص، وأنه قد شورك في كل جزء من أجزاء ملكه، فيفهم أن الملك المخصوص به هو الظهور به جملة واحدة، ومعنى الخاتم كونه الحد والنهاية، فلا ينبغي لأحد من بعده الظهور بمثل ما ظهر به، ألا ترى رسول الله ﷺ مكنه الله سبحانه من العفريت قهرًا، حين جاءه بالليل ليفتك به، فهم بأخذه وربطه بسارية المسجد حتى يصبح، فتلعب به الصبيان في المدينة قال ﷺ: «فأمكنني الله منه»، ثم أخبر أنه لما هم بأخذه وربطه، ذكره الله دعوة سليمان، فتأدب معها ﷺ لعلمه بموقعها، بعد أن أمكنه الله منه.

فقد استبان لك أن الملك السليماني هو الظهور بالكمال الإنساني، الذي أول مظاهره آدم، وهو مشرقه، ومستواه سليمان  (سبحانه وتعالى)  فلذلك قال في كتابه: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل : 30]، يشير إلى كمال خلافته، وتحققه بالظهور بالرحمتين، رحمة الامتنان، ورحمة الوجوب، فرحمة الوجوب: هي المشار إليها باسمه الرحيم؛ لأنه سبحانه أوجب على نفسه الرحمة، ورحمة الامتنان: هي المشار إليها باسمه الرحمن، ورحمة الوجوب داخلة فيها دخول تضمن، فإن الإيجاب من الامتنان، فالرحيم داخل في الرحمن دخول تضمن، فهو ﷺ يقول: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ﴾ أي: وإن سليمان ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ظاهر، فكأن قوله: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ﴾ بمنزلة قوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ثم فسره بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، لتعرف مرتبة علمه بعلم المكتوب إليه، وفهمه ﷺ على نحو قوله سبحانه: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا القَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا القَارِعَةُ﴾ [القارعة :3،2،1]، وأشباه ذلك، ولذلك عظمته بلقيس – رضي الله عنها – حيث وفقها الله فقالت في كتابه: ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ﴾ [النمل : 29]، ثم امتحنت صدق دعواه بالهدية لتنظر ما يرجع المرسلون، فردَّها لعلمه أنه له وإليه ترجع، وإن لم تأته في هذا العالم، بل لعلمه أنه لابد لها منه، فجاءته مسلِمة ومسلِّمة له، وهذا فقه عظيم [يعرفه]  من له هذا الذوق، وقد قدح قوم في ذلك، وزعموا أنه قدم اسمه على اسم الله، وحاشاه من ذلك الذي توهموه، وقد تعجرف خلق كثير بتمويهات وأكاذيب، على ألسنة العباد، أنهم وعظوا بها سليمان ووبخوه، ورووا في ذلك أحاديث موضوعة عن النبي ﷺ ليستميلوا بها قلوب الضعفاء، ويأكلوا بها من أموالهم، وحاشا لعلم رسول الله ﷺ، وحاشا سليمان  (سبحانه وتعالى) ، فالعياذ بالله من نقص رُتب رسل الله.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!