موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الدرة البيضاء

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[ذكره في الفتوحات المكية والكتب الأخرى]

 

 


أثناء أجوبته على أسئلة الحكيم الترمذي، يقول الشيخ محي الدين في الجزء الثاني من الفتوحات المكية (2فحة 130): "فإن قلت: وما السبحة؟ قلنا: الهباء، الذي فتح فيه صور أجسام العالَم، المنفعل عن الزمردة الخضراء. فإن قلت: وما الزمردة الخضراء؟ قلنا: النفْس، المنبعثة عن الدرة البيضاء. فإن قلت: وما الدرة البيضاء؟ قلنا: العقل الأول".

كذلك، ورد ذكر "الدرَّة البيضاء" في كتاب المسائل التي اقتبس منها الشيخ الأكبر في مقدمته للفتوحات، فقال:

كنَّا حصرنا في كتاب المعرفة الأول ما للعقل من وجوه المعارف في العالَم، ولم ننبِّه من أين حصل لنا ذلك الحصر! فاعلم أنَّ للعقل ثلاثمائة وستين وجهاً، يقابل كلُّ وجهٍ من جناب الحق العزيز ثلاثمائة وستين وجهاً، يمدُّهُ كلُّ وجهٍ منها بعلم لا يُعطيه الوجه الآخر. فإذا ضربت وجوهَ العقل في وجوهِ الأخْذِ؛ فالخارج من ذلك هي العلوم التي للعقل، المسطَّرَة في اللَّوح المحفوظ، الذي هو النفْس. وهذا الذي ذكرناه كشفاً إلهيًّا لا يُحيله دليل عقل، فيُتَلقَّى تسليماً من قائله، أعني هذا كما تَلقَّى من القائل الحكيم (يعني الفلاسفة الذين يقولون بالفيض، وبـ) الثلاثة الاعتبارات، التي للعقل الأوَّل، من غير دليل، لكن مصادرةً (وهذه المسألة يناقشها الشيخ في هذا الكتاب الذي بين أيدينا، والذي يشير إليه هنا باسم "عيون المسائل"). فهذا أولى من ذلك، فإنَّ الحكيم يدَّعِي (الدّليلَ العقلي) في ذلك النظر، فيُدخَلُ عليه بما قد ذكرناه في "عيون المسائل" في "مسألة الدرة البيضاء" الذي هو العقل الأوَّل، وهذا الذي ذكرناه لا يلزم عليه دخل، فإنَّا ما ادَّعيناه نظراً، وإنَّما ادَّعَيناه تعريفاً، فغاية المنكر أن يقول للقائل: "تكذبّ" ليس له غير ذلك، كما يقول له المؤمن به: "صدقت"، فهذا فرقانٌ بيننا وبين (الفلاسفة) القائلين بالاعتبارات الثلاثة (التي للعقل)، وبالله التوفيق.

وأما في كتاب المسائل، فقال الشيخ محي الدين:

مسألة: فأوَّل موجودٍ ظهر، مقيَّدٍ، فقيرٍ، موجودٌ يُسمَّى "العقل الأوَّل"، ويُسمَّى

"الروح الكلي"، ويسمى "القلم"، ويسمى "العدل"، ويسمى "العرش"، ويسمى "الحق المخلوق به"، ويسمى "الحقيقة المحمدية"، ويسمى "روح الأرواح"، ويسمى "الإمام المبين"، ويسمى "كلَّ شيء"، وله أسماء كثيرة باعتبار ما فيه من الوجوه. وهو على نصف الصورة المعلومة عندنا، سمعاً وكشفاً، في وجه، وعلى الصورة في وجه آخر؛ على حسب ما يقع تجليه، لأنَّ العالَمَ كلُّه على الصورة، والإنسانُ من العالَم على صورة العالم، فهو على الصورة. والروحانيات أقوى على الكمال من عالَم الأجسام، لاستعدادهم الأكمل، ولهذا يرغب البشر في تحصيل القوة الروحانية بالطبع، ‏فمنهم من وصل فكمل، ومنهم من لم يصل لموانع عرضية وأصلية في هذا الدار. وأما في الدار الآخرة فالكل يصل إليها، ويقع الامتياز بينهم بأمور أُخَر ترجع إلى الصورة

التي يدخلون فيها.

‏فلما أُوجِد هذا الموجود الأول، ظهر له من الوجوه إلى الحضرة الإلهية ثلثمائة وستين وجهاً، فأفاض الحق تعالى عليه من علمه على قدر ما أوجده عليه من الاستعداد للقبول، فكان قبوله ستة وأربعين ألف ألف نوع وستمائة ألف نوع وستة آلاف وخمسين ألف نوع (360×360×360=46656000)، فظهرت لهذا العقل أحكام تعددها لا غير، ونشر منها في كل عالم بما يستحق، نشر إفاضة لا نشر اختيار، فإنَّ وجوهه مصروفة إلى مُوجِده، والعالَم يستمدون من ذاته بحسب قواهم، كقبول عالم الأكوان لنور الشمس، من غير إرادة الشمس في ذلك، وهذا الفرق بين الفيض الذاتي والفيض الإرادي، ذلك راجع لنفس المُفيض. ألا ترون إلى فيض العالِم كلامه على الأسماع: إراديّ، لأنَّ له الإمساك عنه، فإذا ظهر عين الكلام في .... ؟؟؟ [المسائل، ؟؟؟]

 

وقد ذكر الشيخ هذه الوجوه التي للعقل الأول في كتاب عقلة المستوفز... ؟؟؟

باب في خلق العقل الأوّل، وهو القلم الأعلى: فأوّل ما أوجد اللّه من عالم العقول المدبّرة جوهراً بسيطاً، ليس بمادّة، ولا في مادّة؛ عالمٌ بذاته في ذاته. علمُه ذاتُه، لا صفة له، مقامه الفقرُ والذلّة والاحتياج إلى باريه وموجوده ومبدعه. له نسب وإضافات ووجوه كثيرة، لا يتكثّر في ذاته بتعدّده. فيّاض بوجهين من الفيض: فيضٌ ذاتيّ وفيض إراديّ، فما هو بالذات مطلقاً لا يتّصف بالمنع في ذلك، وما هو بالإرادة فإنّه يوصف فيه بالمنع وبالعطاء. وله افتقارٌ ذاتيّ لموجده سبحانه، الّذي استفاد منه وجوده، وسمّاه الحقُّ سبحانه وتعالى في القرآن: "حقّاً" و "قلماً" و "روحاً"، وفي السنّة: "عقلا"، وغير ذلك من الأسماء. قد ذكرنا أكثرها في كثير من كتبنا.

قال اللّه تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) [15: 85]، وهو أوّل عالم التدوين والتسطير، وهو الخازن الحفيظ العليم الأمين على اللطائف الإنسانيّة الّتي من أجلها وُجد ولها قُصد. ميّزها في ذاته عن سائر الأرواح تمييزاً إلهيًّا. عَلِم نفسَه، فعَلِم موجده، فعَلِم العالَمَ، فعَلِم الإنسان.

قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: "من عرف نفسه عرف ربه"، لسانَ إجمال. والحديث الآخر: "أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه"، لسانَ تفصيل.

فهو العقل من هذا الوجه، وهو القلم من حيث التدوين والتسطير، وهو الروح من حيث التصرّف، وهو العرش من حيث الاستواء، وهو الإمام المبين من حيث الإحصاء.

ورقائقه الّتي تمتدّ إلى النفس، إلى الهباء، إلى الجسم، إلى الأفلاك الثابتة، إلى المركز، إلى الأركان؛ بالصعود إلى الأفلاك المستحيلة، إلى الحركات، إلى المولّدات، إلى الإنسان، إلى انعقادها في العنصر الأعظم، وهو أصلها: ستّة وأربعون ألف ألف رقيقة وستّمائة ألف رقيقة وستّة وخمسون ألف رقيقة، ولا يزال هذا العقل متردّدا بين الإقبال والإدبار، يُقبل على باريه مستفيداً، فيتجلّى له فيكشف في ذاته من بعض ما هو عليه، فيعلم من باريه قدر ما عَلِم من نفسه؛ فعلمه بذاته لا يتناهى، فعلمه بربّه لا يتناهى، وطريقة علمه به التجليّات، وطريقة علمه بربّه علمُه به. ويُقبل على مَن دونه مفيداً، هكذا أبد الآباد في المزيد. فهو الفقير الغنيّ، العزيز الذليل، العبد السيّد، ولا يزال الحقّ يُلهمُه طلب التجلّيات لتحصيل المعارف. [عقلة المستوفز، ؟؟؟]

وقال في نفس هذا الكتاب في باب في العرش العظيم، وهو اللوح المحفوظ وهو النفس الناطقة الكلّيّة الثابتة: ولمّا أوجد اللّه سبحانه القلم الأعلى، أوجد له في المرتبة الثانية هذه النفس الّتي هي اللوح المحفوظ، ... فأمر القلم أن يجرى على هذا اللوح بما قدّره وقضاه ممّا كان من إيجاده. ... فهذا اللوح محلّ الإلقاء العقلىّ هو للعقل بمنزلة حوّاء لآدم عليه السلام، وسمّيت نفسا لأنّها وجدت من نفس الرحمن، فنفّس اللّه، بها عن العقل إذ جعلها محلاّ لقبول ما يُلقى إليه ولوحاً لما يسطره فيه. ... وهذا القلم له ثلاثمائة وستّون سنّا، من حيث ما هو القلم، وثلاثمائة وستّون وجه ونسبة من حيث ما هو عقل، و ثلاثمائة وستّون لسانا من حيث ما هو روح مترجم عن اللّه. ويستمدّ كلّ سنّ من ثلاثمائة وستّين بحر، وهي أصناف العلوم، وسمّيت بحرا لاتّساعها، و هذه البحور هي إجمال الكلمات الّتي لا تنفد... ولهذا الملك الكريم (الذي هو اللوح أو النفس) نسبتان نسبة نورانيّة وهو ممّا يلي العقل الكريم ونسبة ظلمانيّة وهو ممّا يلي الهباء، بحر الطبيعة، وهي في نفسها خضراء لهذا الامتزاج الدقيق العجيب، وقد استوفينا ذكرها وصفتها في كتاب النفس وهو كتاب الزمرّدة الخضراء، وذكرنا أيضا مقام القلم الأعلى في كتاب مفرد سمّيناه الدّرّة البيضاء.

 

الدرَّة البيضاء

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه ثقتي


VTYD-HuQMg4

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!