موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تفسير فاتحة الكتاب والبسملة

تنسب إلى الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

قال الشيخ الإمام مصنف الكتاب:

 

 


-مع الباء: بلاؤه لأنبيائه وأحبائه.

-و السين: سلامه لأنبيائه وأصفيائه.

-و الميم: معرفة مع أهل ولائه في ابتلائه. ومعرفة مبتلاه بابتلاء أهل ولائه وأصفيائه، ومنته على أهل سلامته، بآلائه ونعمائه وسلامة القلب وصفائه.

قال (رحمه اللّه): فإن قيل: ما المناسبة في حمل هذه الحروف على هذه المعاني؟

قلنا: ما مناسبة حمل الباء على البلاء في ابتداء كتابه وافتتاح خطابه إن الإنسان في أصل الجبلة وبدء الخلقة مجبولا على الابتلاء كما قال تعالى: إِنّٰا خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشٰاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنٰاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ( ٢ ) (الإنسان/  ٢ ) . وإنما بنى أمر خلقته على الابتلاء، لأنه خلق للمحبة والولاء كما قال تعالى:

فَسَوْفَ يَأْتِي اَللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ (المائدة/ ۵۴ ) . والمحبة مظنة الابتلاء كما أخبر النبي (عليه السلام) : (إذا أحب اللّه عبدا ابتلاه). وإذا أحبه حبا شديدا اقتناه قال: لا يبقي له مالا ولا ولدا.

وأمّا مناسبة حمل السين على السلامة في المدنية الثابتة من افتتاح الكتاب فلمعنيين:

أحدهما: أن السلامة مرتبة ثابتة لأهل البلاء لأن البلاء على نوعين:

بلاء المحبة، وبلاء النقمة.

فأما بلاء المحبة: فعلى نوعين: بلاء المحنة، وبلاء المنحة.

وبلاء النقمة: على نوعين: بلاء الرحمة، وبلاء النعمة.

فأما المحبة فمخصوصة بالأنبياء والأولياء، ثم بالأمثل فالأمثل.

فمنهم: من يختص ببلاء محنة كما كان حال أيوب (عليه السلام).

ومنهم: من يختص ببلاء المنحة كما كان حال سليمان (عليه السلام).

واعلم أن الطريق إلى اللّه تعالى على جادة المحنة أقرب من جادة المنحة؛ لأن بلاء المحنة أخلص للأنبياء والأحباب أبدية. ونزّه النبوة، والمحبة عن دنس عين معدن الإنسانية وتلون الخسة الحيوانية كما جاء البلاء للولاء كاللهب للذهب. فأهل المحبة مجذوبون بجذبة البلاء واصلون إلى البلى غير منقطعين في تيه البلاء بالغون إلى الكعبة. وحال المحبوب ألا يرى أن أيوب (عليه السلام) كيف وصل بجذبة: أَنِّي مَسَّنِيَ اَلضُّرُّ (الأنبياء/ ٨٣ ) إلى مشاهدة جمال وأَنْتَ أَرْحَمُ اَلرّٰاحِمِينَ (تكملة الآية) وذلك لأنه تمسك بيد الصبر على جذبة الضر فمسه الضر إلى الضار فأنسته لذة مشاهدة الضار عن شهود ألم الضر فأري أن الضر كان جذبة توصله إلى الضار فعرفهما. أنها رحمة في صورة المحنة من بلاء المحبة، رحمه بها محبوبه، وخلص من حبس وجوده فقال مسني الضر.

أي: أفنيتني عني بطهارتيك وأنت أرحم الراحمين. الواو فيه واو الحال. أي:

في هذا الحال. رحمة من جميع الراحمين. لأن رحمة الرحماء على المرحومين بالنعمة والصحة في الظاهر لدفع الفقر والمرض. وذلك أيضا بلاء. وبلاء النعمة لبعضهم رحمة، وهم أهل الوفاء. ولبعضهم نعمة وهم أهل الجفاء. كما قال سبحانه وتعالى: إِنّٰا جَعَلْنٰا مٰا عَلَى اَلْأَرْضِ زِينَةً لَهٰا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ( ٧ ) (الكهف/ ٧ ) .

فأهل الوفاء: أوفوا بما عاهدوا اللّه على ترك الشهوات النفسانية، والزينة الدنيوية حين اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.

وأهل الجفاء: ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل، وأفسدوا استعدادهم بالركون إلى زينة الدنيا وإتباعهم الهوى أولئك هم الخاسرون فصار عليهم النعمة في الظاهر نقمة في الحقيقة؛ فالنعمة توجب الإعراض كما قال تعالى:

وإِذٰا أَنْعَمْنٰا عَلَى اَلْإِنْسٰانِ أَعْرَضَ ونَأىٰ بِجٰانِبِهِ (فصلت/ ۵١ ) ومس الضر موجب الإقبال إلى اللّه تعالى كقوله تعالى: وإِذٰا مَسَّهُ اَلشَّرُّ فَذُو دُعٰاءٍ عَرِيضٍ (تكملة الآية السابقة) . فأتت رحمة على دفع النقمة والصحة عني لأنها مظنة الإعراض (و أفنيتني بك عني) فلما زال الضرر رده إلى ضده فما أبقى الضر مني شيئا، وما بقي الضر كالنار إذا لم تبق من الحطب شيئا لا تبقي النار ما إذا لم تبق الضر، ولا صاحب الضر (فإنها له رحمة) فينظر الرحمة بطرق إليك، وإليك رحمة أرحم الراحمين. فإذا تحققت هذا فاعلم أن المرتبة الثابتة من بلاء المحبة لأهل السلامة.

وأما المعنى الثاني في عمل السين على السلامة في المرتبة كما كان حال أيوب، وإبراهيم، ويوسف (عليهم السلام) وغيرهم في المرتبة الثانية السلامة في الأمر. لأن البلاء في افتتاح الكتاب إشارة إلى البلاء لأهل الولاء. وقدره أن الإنسان لا يخلو من البلاء بحال.

وأثبتنا أن البلاء على نوعين: بلاء المحبة وبلاء النعمة.

فبلاء النعمة ما يكون مع سلامة الدين والدنيا لأهلها؛ فالسين بعد باء البلاء إشارة إلى سلامة أهل الصفا كما مر ذكره.

فإن قيل: ما الفرق بين بلاء المحنة، وبلاء النعمة، التي هي الرحمة وكلاهما السلامة في الدنيا والآخرة؟ قلنا: الفرق بينهما من وجهين:

أحدهما: بلاء المنحة، وإن كان للسلامة، ولكن لا يخلو صاحبه من المحنة.

-إمّا في ابتداء أمره، كما كان حال إسماعيل، ويوسف (عليهما السلام) إبتلاهما اللّه تعالى بالمحنة في حال صباهما فخلصهما منها بعد ذلك، وأعطاهما النبوة والملك. كما حكى اللّه سبحانه وتعالى عن يوسف (عليه السلام) : (رب قد آتيتني من الملك) .

-و أمّا في أثناء أحواله كما كان لإبراهيم (عليه السلام) ابتلاه اللّه تعالى بذبح ولده، ورميه بالمنجنيق إلى نار عدوه؛ حتى خلصه اللّه تعالى من ذبح الولد بعد التسليم عند الامتحان، كقوله تعالى: فَلَمّٰا أَسْلَمٰا وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ( ١٠٣ ) (الصافات/ ١٠٣ ) . وكقوله تعالى: وفَدَيْنٰاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ( ۴٧ ) (الصافات/  ١٠٧ ) وخلصه من النار بقوله: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وسَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ (الأنبياء/ 69) -و أمّا في آخر عهده كما كان حال زكريا، وحال عيسى، ويحيي (عليهم السلام) اللهم كانت محبتهم في آخر عمرهم، ولهذا كان بلاء المحنة، وبلاء المنحة مخصوصين بالأنبياء، والأحباء لأنهما فرع بلاء المحبة، وهم مخصوصين بالمحنة.

وأهل المحبة لا ينفك عن المنحة أو المحنة، ولا يخلو أهل المنحة في بعض الأحوال من المحنة، ولا أهل المحنة من المحبة، وإن كان الغالب على أحوالهم المنحة أو المحنة.

بخلاف أهل النعمة فإنه يمكن لأهل بلاء الرحمة منهم أن يستديم نعمته في سلامة الدين، ولهذا أثبتناهم في المرتبة الثانية بإشارة السين للسلامة لهم، وهم الأولياء والأصفياء مع انه يمكن أن يصب بعضهم من المصاب والمحن نادرا.

والفرق الثاني: أن سلامة أهل بلاء المنحة غير سلامة أهل بلاء النعمة، وإن كانت سلامة بلاء النعمة داخلة في سلامة بلاء أهل المنحة. وهما شريكان في اسم السلامة إلا في المعنى.

*لأن سلامة أهل بلاء النعمة: راجعة إلى البدن، والمال، والأولاد،

والأقرباء، والأصحاب في الدنيا والآخرة راجعة إلى عبور الصراط، والنجاة من النار، والدخول في دار السلام؛ كما قال تعالى: اُدْخُلُوهٰا بِسَلاٰمٍ آمِنِينَ ( ۴۶ ) (الحجر/ ۴۶ ) .

*و سلامة أهل بلاء المنحة: وهم أهل المحبة من الأنبياء، والأولياء في العبور من النعمة إلى المنعم، ومن البلاء إلى المبلي، ومن دار السلام. كما قال في شرح عبورهم من الجنة إلى مليك الجنة: إِنَّ اَلْمُتَّقِينَ فِي جَنّٰاتٍ ونَهَرٍ ( ۵۴ ) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ( ۵۵ ) (القمر/ ۵۴ - ۵۵ ) أي: عبورهم من جنات ونهر إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر.

والإشارة: في قوله تعالى: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وسَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ (الأنبياء/  ۶٩ ) بهذه السلامة. لأن هذه السلامة مودعة في يدك سلامة أهل بلاء النعم.

وأمّا قوله للنار: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وسَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ (الأنبياء/  ۶٩ ) . كان بعد أن ألقي إبراهيم في النار، ولتخليص إبريز الخلة من دنس الإلتفات إلى غير الجليل، وإن كان إبراهيم (عليه السلام) في بدء مقام الخلة نظر إلى غير خليله بنظر العداوة، وقال: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاّٰ رَبَّ اَلْعٰالَمِينَ ( ٧٧ ) (الشعراء/ ٧٧ ) وأعرض عن الأغيار، وقال:

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ واَلْأَرْضَ حَنِيفاً ومٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ ( ٧٩ ) (الأنعام/ ٧٩ ) وسعى على قدم العبودية، إلى حضرة الربوبية، وقال: وقٰالَ إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ ( ٩٩ ) (الصافات/ ٩٩ ) .

فاعلم: أن الطريق إليه بغير هدى اللّه مفسد فأحال بعد إقامته بشرط العبودية هداية الربوبية عليه وقال: (سيهدين) لهداية اللّه إليه بقدم الوصال كما هداه بنظر التوحيد حين رَأَى اَلْقَمَرَ بٰازِغاً قٰالَ هٰذٰا رَبِّي (الأنعام/ ٧٧ ) إلى أن قال لاٰ أُحِبُّ اَلْآفِلِينَ (الأنعام/76) ، وقوله تعالى: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ (الأنعام/  ٧٩ ) لأن الهداية بالنظر إلى التوحيد هداية أهل النهاية. وبين النظر والقدم مسالك ومهالك كثيرة وقد انقطع منها خلق عظيم من العلماء المتقين، وأعزة السالكين وهلك منها جمهور الحكماء المتفلسفين اللهم إلاّ عبادك منهم المخلصين المجذوبين بجذبات المحبة من الأنبياء والمرسلين وأوليائك المحفوظين على صراطك المستقيم والدين القويم كما خلصت بفضلك ورحمتك خليلك (عليه السلام) حين ابتليته بالإلقاء في النار ليتخلص بالكلية من آفة إلتفاته إلى نفسه كما يخلص من آفة الإلتفات إلى المال والولد. فلما ألقي في النار أدركته العناية الأزلية وخلصت إبريز خلته من آفة الإلتفات إلى غير خليله من نفسه ومن الوسائط كلها حتى جبريل (عليه السلام) تلقاه في الهواء ليمتحن إبريز خلته بمحك: هل لك من حاجة؟

فيرى هل هو صاف خالص أم فيه بقية من روحانية بعد الجسم والروح تتعلق بالمناسبة الروحانية بجبريل (عليه السلام) فأشعلت منها شعلة: (أمّا إليك فلا) فرجع جبريل منه بخفي حنين. فصبر عن مقاطع الوسائط بدلالة نور الخلة في حيازة العناية ووصل الخليل إلى الجليل بالسلامة.

فالنار كانت واسطة تخليصه وتلخيصه بترك سلامة أهل بلاء النعمة لنيل سلامة أهل بلاء المحبة، وهي الوصول إلى الملك السلام.

وكذلك الفرق بين بلاء أهل المحنة، وبين بلاء أهل النعمة.

لأن بلاء المحنة يكون لامتحان الأحباء في الدنيا كما كان محنة أيوب (عليه السلام) فلا يدوم:

-فإما أن يقتضي الأحباء في الدنيا صورة ومعنى.

-و إما أن ينقضي في الدنيا بالمعنى وبالموت صورة.

بخلاف بلاء النعمة:

-فإنه إما أن يدوم في الدنيا والآخرة صورة ومعنى.

-و إما أن يكون في الدنيا لا بالصورة بأن يكون في التنعم، ويكون في الآخرة بالصورة والمعنى.

-و إما حمل مناسبة الميم في المدينة الثابتة من حروف"بسم اللّه"

على معروفه مع أهل بلائه وولائه، في أثناء ابتلائه، وعلى منته، وعلى أهل سلامته في الابتلاء بآلائه ونعمائه فظاهر.

فإنه لو لم يكن معروفه مع أهل بلائه بنعمة الصبر لزل قدمهم من جادة العبودية ورؤية رحمة الربوبية في عين البلاء وانقطع نظرهم بحجاب البلاء عن المبلي كما كان في حق الأكثرين من المخذولين. وقال تعالى: وأَمّٰا إِذٰا مَا اِبْتَلاٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهٰانَنِ ( ١۶ ) (الفجر/ ١۶ ) الإهانة في البلاء من الخذلان وعدم الصبر. والصبر ليس من شأن الإنسان. لأن الإنسان خلق من عجل. والصبر نعمة من نعم اللّه تعالى، كما قال للنبي (صلى اللّه عليه وسلم) : واِصْبِرْ ومٰا صَبْرُكَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ (النحل/ ١٢٧ ) .

فالبلاء لأهل بلاء المنحة نعمة الصبر كقوله تعالى: ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ إلى قوله تعالى: وبَشِّرِ اَلصّٰابِرِينَ (البقرة/ ١۵۵ ) . أي: بشر الصابرين بأن هذا البلاء ليس للإهانة كما كان في حق أهل الخذلان بل للإعانة على نيل درجة الصبر ليستحقوا به الصلوات والرحمة والهداية من اللّه تعالى. وإن أيوب (عليه السلام) وجد مرتبة نعمة العندية بمعروفه الصبر من اللّه تعالى كما قال تعالى: إِنّٰا وَجَدْنٰاهُ صٰابِراً نِعْمَ اَلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ (ص/ ۴۴ ) . وكذلك لو لم يكن منته على أهل السلامة في بلاء النعمة بمنحة الشكر ورؤية النعمة من المنعم قدمهم عن جادة العبودية كما كان حال قارون. وقد يكون انقطاع نظرهم بحجاب البلاء في النعمة عن المنعم قال قارون: قٰالَ إِنَّمٰا أُوتِيتُهُ عَلىٰ عِلْمٍ عِنْدِي (القصص/  ٧٨ ) وقال فرعون: فَقٰالَ أَنَا رَبُّكُمُ اَلْأَعْلىٰ ( ٢۴ ) (النازعات/ ٢۴ ) وهذه الآفة مذكورة في جبلة كل إنسان كما قال تعالى: كَلاّٰ إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لَيَطْغىٰ( ۶ ) أَنْ رَآهُ اِسْتَغْنىٰ (7) (العلق/6-7) وإنما خلص من هذه الورطة من تخلص منته عليه في عطية نعمة الصبر والشكر.

-فبقوة نعمة الصبر لا ينفق نعمة اللّه تعالى في معصية.

-و بقوة الشكر ينفقها في سبيل اللّه، ويستعين بها على طاعته؛ ليصفو ويسلم قلبه من كدورة الطغيان المنشأ من الاستغناء، ويتنور بنور الصبر والشكر فيرى بصر بصيرته بذلك النور نعمة الشكر من الشكور ونعمة الصبر من الصبور وهو اللّه تعالى.

فبقدمي الصبر والشكر يصل السالك إلى الصبور والشكور كما قيل: خطوتان وقد وصلت. وإن سليمان (عليه السلام) نال مرتبة نعم العبدية بامتنان نعمة الشكر، ودعوة: وهَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ (ص/ ٣۵ ) أي حكما كانت لأمسكتما نعمة الشكر. وإنما أيوب وسليمان (عليهما السلام) اشتركا في نيل مقام نعم العبدية لأن كل واحد منهما مخصوصا لاتصاف بصفة من صفات اللّه اشتركا في مثل مقام نعم العبدية.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!