موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الحجاب الثالث

إليها، إلا أنه جعلها غاية، والله تعالى وسيلة، فيجتهد لتحصيلها فلا يصل، فيفتر عزمه، ويقنط وييأس، وعندئذ يرجع القهقرى، إلا إذا لا حظته العناية بإرشاد المرشدين، فيمكنه التخلص من هذه الورطة، وإلا دام منقطعا، وانقلب على وجهه خاسرا.

وأما طلب العوض في الآخرة: فدخول الجنة والنجاة من النار.

وتصحيح سيره بأن يعتقد أن دخول الجنة برحمة الله تعالى لا بعمله؛ فقد روي عنه عليه الصلاة والسّلام: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته (١).

فالذي يخلّص العبد من طلب العوض على عمله علمه بأنه عبد محص، وأنه لا ينال دخول الجنة والنجاة من النار إلا بفضل الله تعالى، والعبد لا يملك مع سيده شيئا، إذ عبادته لله تعالى لمحض العبودية، فما يناله من الأجر والثواب تفضل وإحسان من الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ وكذلك توفيقه للعبادة، فإذا ما شهد هذا التوفيق من جملة نعم الله عليه، يسارع في شكر الله على هذه النعم، عندئذ يخلص من طلب العوض لعمله.

والحجاب الثالث: رضاه عن أعماله واغتراره بها،

وتخليصه وإنقاذه من رضاه بعمله يكون بشيئين:

١ - إطلاعه على عيوبه في أعماله، فقلّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب، وللنفس فيه حظ.

أما نصيب الشيطان، فقد أرشدنا إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عند ما سئل عن

__________

(١) رواه البخاري في كتاب المرضى ومسلم في كتاب صفات المنافقين.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!