موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


دليلها وفضله

دليلها وفضلها:

الأدلة على محبة الله لعبده، ومحبة العبد لربه كثيرة. قال الله تعالى: {يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ} [المائدة: ٥٤]. وقال تعالى: {والَّذِينَ آمَنُو أَشَدُّ حُبًّا لله} [البقرة: ١٦٥]. وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: ٣١]. ويحببكم الله: دليل على المحبة وفائدتها وفضلها.

وفي السنة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار (١).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يقول الله تعالى: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ من أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذ أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنه (٢).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا أحب الله العبد دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبّه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في

__________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق باب التواضع.

السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبّوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض (١).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: كان من دعاء داود عليه السّلام: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد (٢).

والقرآن والسنة مملوءان بذكر من يحبه الله من عباده، وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم كقوله تعالى: {والله يُحِبُّ اَلصّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦]. {والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: ٩٣]. {إِنَّ الله يُحِبُّ اَلتَّوّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: ٢٢٢]. وقوله في ضد ذلك: {والله لا يُحِبُّ الْفَسادَ} [البقرة: ٢٠٥]. {والله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ} [الحديد: ٢٣].

{وَالله لا يُحِبُّ اَلظّالِمِينَ} [آل عمران: ٥٧].

وقد جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حب الله ورسوله من شرائط الإيمان في أحاديث كثيرة فقال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين (٣).

وقد وجه الرسول الأعظم صلّى الله عليه وسلّم أصحابه للمحبة، لما لها من الأثر العظيم والمقام الرفيع، ولفت أنظارهم إلى نعمه تعالى وبالغ إفضاله، ثم بيّن لهم أنّ حبهم لله يقتضي حبهم لحبيبه الأعظم عليه الصلاة والسّلام، كما أنّ حبهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوصلهم إلى حب الله تعالى.

__________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة.

(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حسن غريب.

(٣) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما في كتاب الإيمان عن أنس رضي الله عنه.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!