غير أن كتب الصوفية إجمال تنقسم إلى ثلاثة أقسام ** | ** 1 - القسم الأول ** | ** 2 - القسم الثاني

فليعلم أن ذلك من حيث مفهومه، لا من حيث مرادي الذي وضعت الكلام لأجله، فليتوقف عن العمل به مع التسليم، إلى أن يفتح الله عليه بمعرفته، ويحصل له شاهد ذلك من كتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم .. إلى أن قال: واعلم أن كل علم ل يؤيده الكتاب والسنة فهو ضلالة، لا لأجل ما لا تجد أنت له ما يؤيده، فقد يكون العلم في نفسه مؤيّدا بالكتاب والسنة، ولكن قلة استعدادك منعك من فهمه، فلم تستطع أن تتناوله بيدك من محله، فتظن أنه غير مؤيد بالكتاب والسنة، والطريق في هذا التسليم) (١).

يتبين لنا من هذه النصوص التي نقلناها عن الفقهاء الأعلام والسادة الصوفية أمور أهمها:

أ - أنه لا يصح لغير السالك في طريق الصوفية، أن يطالع كتبهم، خشية أن يفهمها على غير حقيقتها، وخلاف ما يريده مؤلفوها؛ لأنه بعيد عن فهم اصطلاحاتهم، ومعرفة إشاراتهم.

غير أن كتب الصوفية إجمالا تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

١ - القسم الأول: يبحث عن تصحيح العبادات، وحسن إقامتها بصورتها وروحها، من الخشوع والحضور فيها مع الله تعالى، مع مراعاة آدابها الظاهرة كذلك.

٢ - القسم الثاني: يبحث في مجاهدة النفس وتزكيتها، والقلب

__________

(١) الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ص ٥. وليحذر القارئ من مطالعة هذ الكتاب لأن فيه كلمات مخالفة لعقيدة أهل السنة، ولا تقبل التأويل بحال مع أنه قد ألف كتابه مؤيدا بالكتاب والسنة، كما نص عليه مؤلفه في مقدمة كتابه. ونحن متأكدون أن الكثير مما فيه مدسوس عليه. انظر بحث الدس من هذا الكتاب ص ٣٩٨.