موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الختام

الختام

وبعد. فلعلك أيها القارئ - وقد عرفت التصوف الحق، واطلعت على كلام الأئمة الأعلام، وما ذكروه عنه، وعرفت صحة نسبته وتسلسله إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - أن تتخذ التصوف لك منهجا، وتحلّق في أجوائه الصافية، وتتعبد في محاريبه، وتسبح في أنواره وتعرج في معارجه، فتكون صورة مثالية عن هؤلاء الصوفية، الذين ورثو الوراثة الكاملة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. إذ هم العلماء بالله تعالى، الداعون إلى الله على هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو إمامهم في جميع حالاتهم، والعلم بالله تعالى صفتهم، والعبادة حليتهم، والتقوى شعارهم، وحقائق الحقيقة أسرارهم. لهم من الساعات من إمداد فضل الله مزيد، ولهيب شوقهم يتأجج ويقول: هل من مزيد؟!

لقد تفانى الصوفية في حب مولاهم، وعاشوا في ذكره ومناجاته، فعلّمهم وطهرهم، وزكاهم وأدبهم، واصطفاهم واجتباهم، وأحبهم ورضي عنهم، ففتح لقلوبهم ملكوت السموات، وأراهم عجائب كونه وبدائع قدرته وأسرار خليقته، وأفاض عليهم هداياه وعطاياه علوما وأذواقا.

فما أجدر الباحثين والمفكرين ورواد الحقيقة بالبحث عن ذلك التراث الإسلامي العظيم الذي تركه لهم أسلافهم من قبل وديعة في أيديهم، وأمانة في أعناقهم، فيأخذوه عن أهله، ويقدروه حقّ قدره، ثم بعد

ذلك يخلصوه من كل شائبة تعكر صفوه، أو تهبط به إلى المكان الذي لا يليق به.

فهل فكّر المنصفون من أولي الرأي والفكر والقلم، أن يشحذوا هممهم فيسيرو في قافلة أهله، حتى ينهلوا من منهله العذب، فينفوا عن التصوف ترّهاته ودخيله، كم نفى أهل الحديث عن الحديث أكاذيبه، وأهل التفسير عن التفسير إسرائيلياته، حتى يتسنى لناشد الحقيقة أن يجدها سليمة صحيحة، ويميزها عما سواها؟

هذا ما وفقنا الله لإثباته في هذا الكتاب، وهو الموفق للهداية والمرشد إلى الصواب. جعله الله خالصا لوجهه الكريم، ونفع به من قرأه وهداه إلى الصراط المستقيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

***



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!