المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب حقائق عن التصوف
للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي
وأما التلقين الإفرادي
وأما التلقين الإفرادي:
فإن عليا كرّم الله وجهه سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله: (يا رسول الله دلني على أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها على عباده، وأفضلها عنده تعالى)، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: عليك بمداومة ذكر الله سرا وجهرا ، فقال علي: (كلّ الناس ذاكرون فخصّني بشيء)؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، ولو أن السموات والأرضين في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت بهم، ولا تقوم القيامة وعلى وجه الأرض من يقول: لا إلا إلا الله ، ثم قال علي: (فكيف أذكر؟ قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: غمّض عينيك واسمع مني لا إله إلا الله ثلاث مرات، ثم قلها ثلاثا وأن أسمع، ثم فعل ذلك برفع الصوت (١).
ومن التلقين الإفرادي: ما أخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم والحاكم والبيهقي وابن عساكر عن بشير بن الخصاصية رضي الله عنه قال: (أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبايعه فقلت: علام تبايعني يا رسول الله؟ فمدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، وتصلي الصلوات الخمس لوقتها، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتجاهد في سبيل الله . قلت: يا رسول الله! كلاّ نطيق إلا اثنتين فل أطيقهما:
الزكاة، والله ما لي إلا عشر ذود (٢) هنّ رسل (٣) أهلي وحمولتهن (٤)، وأم الجهاد؛ فإني رجل جبان، ويزعمون أنّ من
__________
(١) رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن.
(٢) الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر.
(٣) بالكسر ثم السكون: اللبن.
(٤) بالفتح: ما يحتمل عليه الناس من الدواب سواء أكانت عليها الأحمال أم لم تكن، -